أخبار فلسطين

القيادي في الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى لـ «لا»:التنسيق بين «صنعاء» والمقاومة في أعلى مستوياته

عادل عبده بشر / لا ميديا –
أطلّ سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير، ليضع النقاط على الحروف تجاه أي عدوان أمريكي صهيوني على اليمن، مهما كان شكله أو عنوانه، راسماً معادلات جمة لمعركة طويلة الأمد قد تُشعل المنطقة بأكملها، مُجدداً التأكيد بأن «التحرك الأمريكي الأخير لن يثنينا نهائيا عن موقفنا الثابت والمبدئي والأخلاقي الذي أعلناه منذ البداية إلى جانب الشعب الفلسطيني».
وهدّد قائد الثورة، في كلمة له، الأربعاء 20 كانون الأول/ ديسمبر 2023م، باستهداف «المصالح» الأميركية في حال هاجمت الأخيرة اليمن، وقال إنه «إذا كان لدى الأميركي توجّه إلى أن يصعّد أكثر وأن يورّط نفسه أكثر أو أن يرتكب حماقة باستهداف بلدنا وبالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنستهدفه هو، وسنجعل البارجات الأميركية والمصالح الأميركية والحركة الملاحية الأميركية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المُسيَّرة وعملياتنا العسكرية».
الظهور القوي للسيد الحوثي والرد الحازم في خطابه على التحالف البحري الذي شكلته الإدارة الأمريكية لحماية سفن كيان الإجرام في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، أعقبه مباشرة بث المقاومة في غزة مشاهد توثيقية لالتحامها مع جيش الاحتلال في غزة، عبر قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله»، الأمر الذي عدّه مراقبون إثباتا على مستوى التنسيق القائم بين قيادات محور المقاومة، وهو ما أكده قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريح خاص لصحيفة «لا».
إدارة المعركة
وقال مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو سامر موسى لـ«لا»: «منذ اللحظات الأولى لمعجرة طوفان الأقصى وانتفاضة اليمن شعباً وجيشاً وأنصار الله لنصرة غزة لم ينقطع التواصل بين أصحاب القرار في اليمن وقيادة المقاومة»، موضحاً أن «التنسيق في أعلى مستوياته وتدار الأمور بحكمة وبعقل الرجل الواحد على امتداد المحور».
وأضاف: «وما شاهدناه من توقيت مهم لبث المقاومة في فلسطين مشاهد الاستهداف والقنص والالتحام وتفجير المدرعات الصهيونية، عبر قناة المسيرة خصيصاً، عقب كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ليس إلا تأكيد على التناغم والتنسيق التام بين قيادات المحور، خدمة للمشروع الواحد وهو إحكام الحصار في البحرين الأحمر والعربي على الملاحة الصهيونية وضرب الاقتصاد الصهيوني في مقتل، تزامناً مع ابتلاع أرض غزة ورمالها لجنود ومجنزرات ودبابات الكيان المؤقت»، لافتاً إلى أهمية الجبهة اليمنية وتأثيرها الكبير على الاحتلال الصهيوني، إلى جانب الدور الكبير والعظيم للجبهتين اللبنانية والعراقية، وهو دليل آخر على «وحدة الساحات في محور المقاومة».
إشادة بالموقف اليمني
وأشاد القيادي في الجهاد الإسلامي بالموقف اليمني الثابت في إسناد أبناء فلسطين والقضية الفلسطينية، من خلال الانخراط في ملحمة «طوفان الأقصى» وفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، ألحق أضراراً بالغة في اقتصاد الاحتلال.. داعياً الدول العربية لاتخاذ ذات الموقف «الجريء» لليمن قيادة وشعباً وجيشاً والتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وقال موسى: «خطاب السيد عبدالملك جاء في فترة مصيرية، حاملاً عدة رسائل لأمريكا والكيان الصهيوني والمتحالفين معهم، والدائرين في فلكهم، فجاء الخطاب بلغة التحدي والقوة والاقتدار،  محذراً أكبر إمبراطوريات العالم فسقاً وفجوراً وطغياناً وإجراما، ليقول لها بمنطق العزة والكرامة وبلغة العربي الأصيل المؤمن المحتسب إنكم مهما بلغتم من قوة وجبروت وأخضعتم العالم العربي لسطوتكم، آن الأوان لأن تسمعوا أننا لن نخضع وسنسقط مشروعكم الصهيوني في المنطقة».
وأكد أن السيد القائد وجه رسالة مهمة للإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني، مفادها: «غزة وفلسطين تمثل لنا الامتداد الطبيعي في العروبة والإسلام والإيمان ولن نتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها ولو دخلت المنطقة في صراع مفتوح معكم ومع حلفائكم، والمخرج الوحيد لكم هو وقف العدوان على غزة وإدخال كافة مقومات الحياة ورفع الحصار عن القطاع»، مشيراً إلى أن أي تورط أمريكي في ارتكاب أي حماقة تجاه اليمن، فإن السفن والبوارج والمصالح الأمريكية في المنطقة، ستصبح هدفاً مشروعاً للقوات اليمنية.
واستبعد القيادي في الجهاد الإسلامي دخول أمريكا وحلفها البحري في حرب مباشرة مع اليمن، لأن التكلفة ستكون كبيرة، خصوصاً وأن الولايات المتحدة «تعرف جيداً، أن خطابات السيد عبدالملك ليست للاستهلاك الإعلامي، وأن تحذيراته جادة وكل كلمة يقولها تعتبر موجهات للقوات المسلحة اليمنية وكافة مؤيديه ومناصريه، وهم بالملايين، كما أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها في المنطقة يعرفون القوة والمكانة التي بلغتها صنعاء بعد حرب شنّتها الولايات المتحدة عبر أدواتها في المنطقة لأكثر من ثمان سنوات».
مشاركون في القتل
وحول إن كانت دول مجاورة لليمن ستتورط بالمشاركة في التحالف الأمريكي وأي حرب يقودها ضد اليمن ، قال أبو سامر موسى لـ«لا»: «أعتقد أن صمت كثير من الدول العربية على المجازر التي ينتهجها الكيان الصهيوني بحق غزة وأطفالها ونسائها يعني بما لا يقبل الشك أنهم منغمسون إلى أبعد الحدود ومشاركون بسفك الدم الفلسطيني، وهنا يأتي الشق الآخر من خطاب السيد عبدالملك، حينما حذر دولاً خليجية معروفة، من التورط والدخول في حلف غربي ضد اليمن، وفي هذا رسالة أن منابع النفط والغاز وكل المرافق المهمة في تلك الدول، لن تبقى بعيدة عن صواريخ القوات المسلحة اليمنية وطائراتها المُسيّرة، لذا نجد أن الدول الأساسية مثل الإمارات والسعودية لن تجازف باقتصادها ورخائها وازدهارها».
وتوقع موسى أن تُشارك الإمارات والسعودية في الحلف الأمريكي الغربي «من وراء ستار» عبر «الدعم والتمويل»، بانياً ذلك التوقع على الاتفاقية التي تم توقيعها في وقت سابق من هذا الشهر، بين أبوظبي و«تل أبيب» وتقضي بإنشاء جسر بري من ميناء دبي في الإمارات إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، لفك الحصار البحري اليمني عن الكيان الصهيوني.
وأوضح موسى أن وجود «البحرين» في الحلف الأمريكي البحري، هو «واجهة للإمداد السعودي الإماراتي لهذا التحالف الذي تم تشكيله لكسر الحصار على الكيان الصهيوني، مع إبقاء معبر رفح مقفلاً بوجه الفلسطينيين وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للمستشفيات إلا بموافقة الكيان وبشكل محدود للغاية».
أمريكا استنفدت خياراتها
وأوضح مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو سامر موسى في سياق حديثه مع «لا» أن الإدارة الأمريكية «استنفدت معظم خياراتها لدعم الكيان في حرب الإبادة لغزة، وفقدت حجة إقناع الدول بالمشاركة في التحالف البحري ضد اليمن، مقابل الحجة اليمنية وصدق القضية التي يحملها التحام أنصار الله والقوات المسلحة والشعب اليمني بملحمة طوفان الأقصى». لافتاً إلى أن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، «أكد في خطابه أن العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن لا تستهدف سوى السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى الموانئ المحتلة في فلسطين، ولا تمس الملاحة الدولية بأي ضرر، داعياً بذلك دول الغرب لعدم الانقياد خلف المشروع التدميري الأمريكي الذي يهدف إلى نشر الفوضى في الممرات البحرية».
وقال موسى: «السيد عبدالملك تحدى أمريكا بمنطق القوة والشوق لمنازلتها هي والكيان الصهيوني مباشرة، وليس وكلاءهم وعملاءهم في المنطقة، كما وجه تحذيرا شديد اللهجة لدول الغرب وأوروبا أنكم خارج المعادلة إن نأيتم بأنفسكم عن المشروع الأمريكي الذي سيدمر اقتصادكم،  ونقطة أخرى هامة تضمنها خطاب السيد وهي رفع الحجة أمام الله للدول المجاورة، والمتخاذلة والمطبعة مع الكيان الصهيوني».
تأييد كبير
وقوبل خطاب السيد الحوثي بإشادة كبيرة من قبل قيادات المقاومة الفلسطينية، وتأييد شعبي يمني وصدى واسع في وسائل الإعلام الدولية، وبين أوساط الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي هذا فيما تستمر القوات المسلحة اليمنية في منع السفن من الجنسيات كافة المتجهة إلى الموانئ «الإسرائيلية»، من الملاحة في بحر العرب، والبحر الأحمر، حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال ما يحتاجه أهلها من غذاء ودواء.
ونفّذت القوّات المسلحة اليمنية عدّة عملياتٍ، بينها نحو 13 عملية ضد سفن «إسرائيلية» أو متّجهة نحو موانئ الاحتلال، وعمليات أخرى بالصواريخ والطائرات المُسيّرة ضد أهداف في أم الرشراش (إيلات) جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
زر الذهاب إلى الأعلى