بأقلامنا

أبواب الفجر بقلم الكاتب ماهر مقلد

أبواب الفجر اسم الفيلم السينمائى الذى كان يكتبه المبدع الكبير اسامة أنور عكاشة عن معجزة انتصار أكتوبر، كان قد شرع فى كتابته، وعندما تم الإعلان عن ذلك فى حينه اعترض بعض الكتاب على قيامه بهذه المهمة بدعوى أنه يعارض الرئيس السادات،وعندما أجريت معه حوارا فى عام 1997 فى شقته بالإسكندرية تحدث عن العمل وقال: أبواب الفجر فيلم يرصد المعجزة التى قام بها الشعب المصرى وفكرته تتبلور فى كيفية تحويل هزيمة 1967 إلى انتصار فى أقل من 6 سنوات وهى فترة صغيرة فى عمر الأمم، وقال: البعض يعترض على قيامى بهذه المهمة اعتقادا منهم بأننى لن أنصف الرئيس أنور السادات، وهو أمر لا التفت اليه ثقة فى ضميرى وإيمانى المطلق بأنه يستحق التقدير على شجاعته فى اتخاذ قرار الحرب ولا أحد يستطيع أن يسلب الرئيس السادات إنجازه ومجده فى اتخاذ قرار الحرب ولن أدخل فى متاهات وأقول: إن قرار الحرب كان حتميا ولازما ولكن أقول: إنه امتلك شجاعة اتخاذ القرار ولهذا كنا جميعا فى عام 1973 ساداتيين ونحن شبهنا السادات بالملك أحمس الذى طرد الهكسوس ونحن اختلفنا معه بشكل جوهرى وعندما سألته .بمن تعنى بكلمة نحن؟

قال: أعنى كل من يقف فى خندق معارض لتوجهات السادات ولا أريد أن أقوم المسألة وأحددها فى الناصريين، لأننى ضد هذه التسمية،وأكمل على المستوى الشخصى لا أكره السادات، ولكن الكاتب ضمير وأتعجب من تكرار مقولة إننى ناصرى فى حين لم انتم إلى حزب من الأحزاب طوال عمرى وفى عز سطوة الاتحاد الاشتراكى ولما كانت بطاقة العضوية فيه جواز المرور لأشياء كثيرة جدا منها تموين البيت أنا لم أكن عضوا به، وعبدالناصر لم يكرمنى وكنت خلال فترة حكمه معدما وموظفا صغيرا، والعكس حدث معى فى عهد السادات واستفدت على المستوى المادى من الانفتاح والسادات لم ينكل بى إذن العنصر الشخصى منتف تماما ولو أن المصلحة الشخصية هى الغالبة لأصبحت ساداتيا حتى النخاع.

بعد مرور 48 عاما على معجزة أكتوبر هل يظهر فيلم سينمائى فى حجم الانتصار، وأين أوراق أبواب الفجر التى خطها الكاتب اسامة أنور عكاشة،؟ كل يوم يمر تتكشف أسرار جديدة فى معجزة الانتصار وقدرة الجيش المصرى على تحقيق النصر العسكرى الحاسم على جيش المحتل الاسرائيلى في٦ ساعات واجتياز خط بارليف المنيع الذى كان يحتاج الى قنبلة نووية لتدميره، غير أن عبقرية المقاتل المصرى ابهرت العالم باستخدام خراطيم المياه لتدمير الحصن الحصين.

هناك قصص ملهمة فى الانتصار كل قصة منها تكفى لعمل فيلم مكتمل الشخصيات والأحداث، سرية قرار الحرب ،قصة بطولية خارقة تجسد حنكة جهاز المخابرات المصرية ، غلق أنابيب النابالم فى الضفة الشرقية للقناة قصة اكثر إثارة، تحطيم خط بارليف نبوغ عسكرى لا حدود له، الضربة الجوية الاولى التى أفقدت العدو توازنه فى ٦ ساعات ملحمة بطولية يندر تكرارها فى كل المعارك التى تخوضها اقوى الجيوش فى العالم، عبور القناة بقوارب ورفع العلم المصرى على ارض سيناء،المعركة الصينية التى كان قائدها المشير محمد حسين طنطاوى يرحمه الله،بطولات الطيارين المقاتلين والتى تدرس فى أهم الأكاديميات العسكرية فى العالم ،ثبات الشعب ووقوفه خلف قواته المسلحة دون أن تحدث حادثة جنائية فى زمن الحرب ، هذا فيض من كل فالقصص متنوعة والبطولات حدث ولا حرج والتضحيات كانت اكبر من الكلام ربما تعبر عنها الكاميرا بأفضل مايكون .

اكتوبر انتصار يعيش فى وجدان كل مصرى وعربى وهو ملحمة سطرت معنى العروبة وعبرت عن أفضل لحظات التضامن العربي,وجسد القادة والملوك العرب فى الحرب روح الإخاء والدعم والثبات فى المواقف فى وجه سطوة القوى الكبري، دروس مهمة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى وتتويج للتضحيات الكبيرة التى قدمها الجيش المصرى حيث اسقط من الذاكرة نظرية جيش اسرائيل الذى لا يقهر وأعاد التوازن المفقود للمنطقة وبعث من جديد ارادة الشعوب وعزيمة الأحرار.

المصدر : الاهرام 13 اكتوبر 2021

زر الذهاب إلى الأعلى