ثقافة ومجتمع

تكريم الفنان عبد الله الحمصي “اسعد” على مسرح الرابطة الثقافية

وطنية – طرابلس – كرمت الرابطة الثقافية وجمعية الفنون وفرقة الفنون الشعبية الفنان الكبير الراحل عبد الله الحمصي ( اسعد) على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس، في حضور  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الرزاق قرحاني، وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام مرتضى ممثلا بالمحامي شوقي ساسين، النائب طه ناجي،  النائب اشرف ريفي ممثلا بمحمد زيادة، النائب طوني فرنجية ممثلا بفيرا يمين، النائب الدكتور ايهاب مطر ممثلا بالدكتور موسى العش، النائب كريم كبارة ممثلا بالدكتور سامي رضا، رئيس اساقفة طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر ممثلا بالمونسونيور الياس البستاني، نقيب معلمي المدارس الخاصة في لبنان نعمة محفوض، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد، نقيب الفنانين في الشمال  عبد الرحمن الشامي، عائلة الفنان الراحل المكرم وحشد من الشخصيات وابناء المدينة والفنانين.

 

بداية، بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية من الاعلامية رندة توتنجي، فكلمة جمعية الفنون التي ألقاها المخرج بشير الضيقة.

ثم كانت كلمة وزير الثقافة ألقاها المحامي ساسين الذي قال: “هكذا غنت فيروز من شعر جوزف حرب. لكن كلمات هذه الأغنية لم تنتبه إلى أن أُناسًا كثيرين صنعوا أسماءَهم بأتعابهم، لا بتعب أهلهم فقط. ولربّما استعملوا فيها كلماتٍ غيرَ تلكَ التي أدرجَها الوالدان على وثيقة الولادة وقيد النفوس، حتى غلبَ لسانُ التاريخِ في مناداتهم بها على لسان الدولة وقيودِها الرسمية. فيروز من هؤلاء، وأبو سليم، أطال الله عمريهما، وأسعدُ الطيِّبُ ضِحكةِ العينَيْن، وآخرون كثيرون من عباقرة لبنان الأحياء والراحلين، الذين سكنوا ما ابتدعوا، ونفَوا من أجسادهم أسماءَهم الأولى، فهم لا يرجعون إليها إلا على وثائق الوفاة وأوراقِ النَّعِيِّ المعلقةً فوق حيطان البيوت. ثم ما هو إلا القليل من الرحيل، حتى يستعيدَ الزمانُ فيهم سيرة ما ابتدعوا: تتهافتُ الورقة عن الجدار وتسقط باهتة الحبر من شمسٍ ومطر، ويذوي معها الاسم الرسمي، فيما يظلُّ يأتلقُ في ذاكرة الناس وعلى أفواههم الاسم الإبداعيُّ الذي درجوا على مناداة صاحبه به”.

 

أضاف: “هكذا أيها الأصدقاء، رحل عبدالله الحمصي كأيٍّ من وُلْدِ آدم. مضى باسمه الأول الذي شاءه له والداه. أما أسعد” الاسم الذي صنعه هو، فما زال ههنا، في حضرة العمر، معلَّقًا على حيطان الوجود، لا تأخذ منه الشمسُ في صيف ولا المطرُ في شتاء. ذلك أن هذه الحروف الأربعةُ (الألف والسين والعينُ والدال) توجزُ تاريخ جيلٍ من الفنِّ طويلًا عريضًا، مثلما توجِزُ قارورةُ عطرٍ روضةً فيحاء. وأسعد لم يكن في الحقيقة إلا نفحةً من أريج الليمون الطرابلسي، فاحت على الجهات الأربع، المسرح والسينما والتلفزيون، وحديثًا وسائل التواصل التي باتت تنشرُ له مقطعاتٍ رائعة. ولأنه لم يكن ينشرُ إلا الضحكةَ والأصالةَ والتميز في كلِّ دورٍ أداه، فلقد بات عن جدارةٍ ذاكرةَ الفرح اللبناني الأصيل. فهل نجتمع اليوم في ذكراه على حزن ودمع؟

أذكرُ حين كنا صغارًا أن أهلنا لم يكونوا يسمحون لنا بأن نشاهد على الشاشة الصغيرة إلا أبو ملحم” وأبو سليم“. الأول لتلقي الموعظة الاجتماعية، والثاني للموعظة والترفيه معًا. وكنا ننقّلُ دهشتَنا على الدوام ما بين غفلةِ أسعد ودهاء فهمان، ورصانة أبو سليم، وبخل شكري، وعنترية درباس… وسوى ذلك من طبائع أشخاص تلك الفرقة الجميلة. حتى إذا كبرنا أدركنا أنهم كانوا يقدمون لنا عبر الفكاهة صورًا صادقةً عن واقع الحياة، بالرغم من بعض المبالغات التي تقتضيها سيرورةُ النص التمثيلي. الآن لن أقول شيئًا عن الفكاهات المعاصرة، ففي السكوت بيان. لكنني أهيبُ بكم جميعًا ألا تذكروا أسعد إلا على ذروة الفرح، فإن هذا وحده به خليق”.

 

تلاه كلمة المخرج والكاتب توفيق عوني المصري والتي أخذت طابع الحكواتي في سرده لمسيرة الفنان الراحل ومن ثم تم عرض فيلم عن أعمال الراحل وشهادات من زملاء له وفنانين وشخصيات. وفي الختام، كانت وقفة تحية من ابنائه في فرقة الفنون الشعبية على خشبة مسرح الرابطة التي كانت شاهدة على عشرات العروض المسرحية التي نفذها ولعبها الراحل الكبير.

 

زر الذهاب إلى الأعلى