بأقلامنا

مين مع مين؟… ومين ضد مين؟… بقلم الإعلامي فادي سعد

الواقع الحالي يذكّرنا بمقطع من مسرحية “ميس الريم” للأخوين رحباني، حيث اتُّهمت البطلة “زيّون” من الحراس والاهالي بأنها سبب المعركة التي دارت رحاها في ساحة البلدة. وخلال محاولة اقناعهم ببراءتها اربكتهم بقولها:

“فإذن يا حراس، الاهالي متفقين… واذا هني متفقين… بتكونوا غلطانين… واذا انتو مش غلطانين… بكونوا هني مش متفقين… واذا كانوا مش متفقين… بكون انا مش سبب المشكل!” فيرد الحراس “كيف؟ كيف؟ لخبطينا” ثم تتردد الجملة – الصعبة – على لسان الأهالي بشكل يوحي الضياع والارباك! أسئلة محيرة ومن نمط جملة “زيون” تطرح في شأن الوضع اللبناني: من مع من؟ ومن ضد من؟ ومن يحارب من؟ ومن هو المستفيد؟ وهل تنتهي بإنجاز الملفات؟ ومن هي الجهة التي ستكون الرابحة؟…

الجواب الوحيد والمشترك هو: لا أدري! ولا انتم تدرون! من هي “زيون” او “الحرّاس” أو الأهالي” ومين مع مين؟… ومين ضد مين؟…

مع بدء الدورة النيابية الجديدة دخل لبنان في استحقاقات دستورية كبرى ومتتالية.

أُنجز الإستحقاق الأول بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، والثاني بتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة، “رئيس مكلّف” ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وهناك من لا يزال يستبعد تشكيل حكومة، ويتوقّع ان تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال إلى ما بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، حيث ستدخل رئاسة الجمهورية بدورها في الفراغ.  وهناك من يقول ان الحكومة سترى النور في غضون اسبوع.

وما هو غير معروف بعد،… مصير الإستحقاق الثالث “انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، في ظلّ غياب أي مؤشر حتى الآن إلى إمكانية تجنُّب الفراغ في هذا الاستحقاق، مع اختلاف القوى السياسية على المرشح الذي سيخلف الرئيس عون. يعطي مؤشراً أن الفراغ هو سيد الموقف، ويبقينا في نفس الدوامة الى أجل غير مسمى…

هذا السياق الضبابي الذي تسير به الأمور في لبنان، لن تنعكس على الأوضاع إلا مزيداً من التدهور والانهاك والارباك… وعود على بدء، فاني اخشى ان تقول “زيون السياسية” للحراس الغربيين المدججين بأفتك اسلحة الارض، وتقول معهم لشعوب العالم العربي والغربي “أنا مش سبب المشكل!… فاذا هني متفقين… بتكونوا غلطانين… واذا انتو مش غلطانين… بكونوا هني مش متفقين… واذا كانوا مش متفقين… بتكون “زيون السياسية” بريئة ومنتصرة!

زر الذهاب إلى الأعلى