بأقلامنا

تسمية فرنجية ما بعد كرايتيريا باريس! بقلم// جهاد أيوب

يعتبر دبلوماسي خليجي أن تسمية السيد حسن نصرالله لرئيس الجمهورية اللبنانية المقبل سليمان فرنجية ليست من عادة حزب الله والسيد، بل هي فكرة وحماسية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد انطلق بري من زاويتين.
– تأكد الرئيس بري أن واشنطن لا تمانع، وذلك من خلال تجاوب السفيرة الأميركية في لبنان مع طرحه، لا بل هي حسمت رأي واشنطن بالقول:” فرنجية هو الأقرب إلى جميع الافرقاء في الداخل والخارج، ويتمتع بمشاكل صفر مع الغالبية”!
– قلق بري من التحرك السعودي والمصري، ويقينه أنهما يحيكان ما لا يرضيه، وقد يتخطياه من خلال المشروع المقبل المعني بانتخاب قائد الجيش رئيساً، لذلك هو من سرب، أي الرئيس بري قضية عدم دستورية انتخاب قائد الجيش!
وأضاف المصدر الدبلوماسي الخليجي أن ما حدث في اجتماع باريس ليس فشلاً، بل لقاء لوضع أسس كرايتيريا ” مجموعة مبادئ ومواصفات “، ولم يكن الهدف من ذاك الاجتماع الإتفاق على إسم رئيس الجمهورية اللبنانية المقبل من قبلهم، بل هدفه الإتفاق على مجموعة مواصفات يجب أن يتمتع بها الرئيس القادم، وهي:
– غير محسوب على طرف.
– يملك حيثية في البلد.
– لا عداء له مع أوروبا والخليج.
يقوم بالإصلاحات المطلوبة.
وخلال الاتفاق على المواصفات ” على ذمة المصدر الخليجي” يقر الفرنسي إنها تنطبق على فرنجية، مشيراً إلى أن الرئيس بري كان قد أكد لسفيرتنا في بيروت تلك المواصفات الميزة التي اتفقنا عليها…ولم تكن ردات فعل رافضة من جميع من حضر باستثناء السعودية حيث حسم الحوار بكلمة :” لا يناسبنا بالمطلق”!
يرد المصري قائلاً: ” ما تم التوافق عليه من مواصفات تنطبق على قائد الجيش جوزف عون”.
ليرد الجميع بالقول:” لا حيثية لديه”!
ليقول المصري :” الجيش اللبناني له حيثية، والباقي من الافرقاء في لبنان لا يعارض ولا يؤيد انتخابه، وقلة تعارض”!
وخلال هذه الأثناء طالب الفرنسي بالإسراع في وضع الحلول للوضع اللبناني انطلاقاً من انتخاب الرئيس، ومنع الانهيار، وتمكينه من استخراج الغاز من البحر!
تضايق السعودي ملمحاً بالرفض، معتبراً أن طرح موضع استخراج الغاز وإنهاء الوضع الراهن في لبنان ليس وقته الآن!
ويوضح الدبلوماسي الخليجي أن الاجتماع لم يكن المقصود منه انهاء ملف الرئيس، بل وضع الشروط على انتخاب الرئيس المقبل، ولم يقم احد بتسمية الرئيس إلا مصر، لذلك في نهاية الاجتماع قرر أن يتم مخاطبة الرئيس بري ومن ثم الرئيس ميقاتي وأخبارهما ببعض ما قرر، وعلى أمل أن يعقد في باريس بعد أقل من شهرين اجتماع جديد!
واشار المصدر بالقول أن الرئيس نبيه بري أول من اطلع على ما أقر في اجتماع باريس، فسارع بالموافقة على تشكيل لجنة بين أمل وحزب الله لمتابعة كيفية إيصال سليمان فرنجية إلى سدة رئاسة الجمهورية…وقد أُبلغ سليمان من الفريقين :” نحن معك إلى أن أنت تقرر ما يناسبك، البقاء أو الإنسحاب “!
وختم المصدر الدبلوماسي الخليجي أن السعودية وحتى واشنطن كانا يتمنا أن يكون فريقهم اللبناني بهذا التوافق على أكثر الملفات، والاتفاق التنغيمي الثابت في لعبة السياسة اللبنانية كما حال حركة أمل وحزب الله، وهذا ما يزعج السعودية التي لم تعد تثق بكل فريقها وزمرها اللبنانية المرتبطة بها وبسياستها، ولم تعد متحمسة للشأن اللبناني، وهمها مجابهة سياسة المقاومة وبيئتها، وتوفير ما أمكن لإفشالها في لبنان إلى حين اتضاح الصورة في اليمن…وعليكم النظر والمراقبة فيما يحدث في اليمن رغم الضبابية الحاصلة هناك من انفراج على السعودية، فاليمن لم يعد لديه ما يخسره، ومن يفكر بهزيمته فهو واهم، والسعودية هي التي تسعى إلى الإنتهاء من هذه الحرب التي أصابت اقتصادها وكل اقتصاد دول الخليج بالضرر الخطير، ولولا هذه الحرب لكانت الحياة الاقتصادية والاجتماعية مغايرة كلياً وبأوجها في جميع دول الخليج!

زر الذهاب إلى الأعلى