بأقلامنا

وآتيناه سراً…كسر قلم النقد وأفاض دماء كربلاء بقلم / جهاد أيوب

 

وآتيناه سراً وقصداً وتعمداً كي نكتشف حضور البريق بعد الرحيل، وبعد شهادته التي ايقظت الفجر كي يعاود النهوض والعمل…
الاسم في الذهن من خيال العمر، والعمر تربع على اسمه الذي عشنا نبحث عنه في كل مكان له فيه…
الصورة أشرقت وانتشرت في الضوء، وخرجت من التراب بعد لحظة الاستشهاد، وبعد لحظة الخبر…
والحضور يقظة الفجر في بصمة انطلقت بعد دخول الجسد إلى قبره فعلم الكون اسرار عمله…
خمسة عشر عاماً في رحيل الحلم، وبقاء سر الجهاد بين ذاكرة التراب وثرثرات الأشجار التي جلس تحت فيها..
من هذا الذي سكن الصمت، وأعجبت به الحروف؟
من هذا الذي زرع الحقل، ولم تشاهده الطيور؟
من هذا الذي قدم الثمار صدقة في السر والعلن للجميع، ولم يخف غروب الشمس، ونظرات الأعداء المتطفلين؟
من هذا الذي كان بنك خدمات الجهاد، وكلنا نعيش المديونية له في حياته وبعد مماته؟
من هذا الذي سكن الروح، وشديد الحضور في الوجدان كلما لاح بيرق الانتصار، وهو جسد تحت الأرض، ويخرج العطر من قبره؟
من هذا الذي ولدت حكاياته بعد أن خطف الشمس، وخبأها في كفنه؟
من هذا الذي أخرج الضوء من نقطة دماء سقطت سهواً على أرض الوطن؟
من هذا الذي سكب روحه في أرواحنا مكلفاً، ومعلماً، وأستاذ الدروس دون أن يقف في غرفة الصف؟
من هذا الذي كان مخلصاً لكل وطن من فلسطين إلى الأمة، وهو المنطلق من وطن لا يتفق شعوبه على وطن؟
من هذا القادم من الجنوب، وشاغل الكون ودول الشيطان إلى اخلاص كلي للرحمن؟
من هذا الذي هندس العسكر، وعسكر الهندسة، وجعل الإعلام غاية في أرض المعركة؟
من هذا المتواضع الذي أعطى اكتافه لكل جريح يحتاجه؟
من هذا الحاضر دون أن نشعر به، وناسك فلسطين والأمة دون أن يفاخر بذلك؟
من هذا القائد الملهم يكون حيث يشاء، ويشاء أن يكون بعد الغياب؟
إنه الشهيد الملهم عماد مغنية بعد حلقة ” وآتيناه سراً ” عبر “قناة المنار” حيث انكسر قلم النقد، وقطرة الحبر فاضت كما فعلت كربلاء في التاريخ، وعماد مغنية من شهداء كربلاء دخل التاريخ…شكراً لفريق العمل، لقد فتحتم شهيتي على البوح…

زر الذهاب إلى الأعلى