بأقلامنا

قلدن ام كلثوم ونظراتهن على صباح…! بقلم جهاد ايوب

 

#وكل من عمل في ذاك الزمن التأسيسي والاشهر في الغناء العربي سجن في لون أم كلثوم، إلا صباح!

بقلم// جهاد أيوب
تعتبر اسمهان اهم صوت غنائي، وشخصية فنية متطورة إلى اليوم، ورغم رحيلها المبكر، إلا أن الدارس في علم الصوت والغناء يدرك صحة ما اشرت، وبعد رحيلها عن الدنيا في ظروف غامضة، احتلت أم كلثوم الساحة دون منازعة، وإلى اليوم هي سيدة لونها، ولم يجاريها كل من جاء من بعدها، ولا حتى ابناء جيلها، وربما ليلى مراد خطفت الشهرة من الجميع في حينه، ولكن فقط سينمائياً، أما على صعيد الغناء المفتوح، فهي لم تتجرأ على تقديم حفلة واحدة أمام الجمهور، وسجنت حضورها الذهبي في السينما فقط، وبذلك كل التجارب الغنائية بقيت خلف أم كلثوم رغم نجومية وشهرة بعضهن…!
وكل من عمل في ذاك الزمن التأسيسي والاشهر في الغناء العربي سجن في لون أم كلثوم، إلا صباح!
قلدوا ام كلثوم ونظراتهن على صباح…لماذا؟
لآن صباح غنت صباح، تصالحت مع صباح، لم تُقَلِد بل قُلِدَت، صنعت صباح، وكانت اللون المستقل، والنوع المتمكن والصعب، والسهل الممتنع، وتعاملت مع شكلها كنجمة غير تقليدية، ودعمت مسيرتها بحضورها الثاقب، والغنج غير المبتذل، والدلع الذي لا يليق إلا بها ولها، واناقة عالمية!
صباح نوعت، تطورت مع الزمن، وبذكاء منها تعاونت مع كل من يلحن في المساحة العربية، وفي كل قطر عربي تفوقت تميزت ونجحت من مصر ولبنان وسورية والخليج، والمغرب والسودان والجزائر وتونس، وقدمت الأغنية بأكثر من لهجة ولغة، وحين تجد موهبة جديدة واعدة في الشعر واللحن لم تخجل منها، بل دعمتها، وأمنت بها، وساندتها، وهذا جعلها تواكب العصر، ومع العمر الذي لا مهرب منه صادقت كل الأجيال حتى الرمق الأخير!
صباح استمرت بالعطاء الفني، ورغم ابتعادها عن السينما استمرت بكثافة في المسرح، وفي تقديم الحفلات المفتوحة، والتي تكون نجمتها الأولى في كل الوطن العربي والعالم، ولم تخف من تقديم ألبومات جديدة سنوياً، وقبل رحيلها استمرت بتقديم أغنيات جديدة، ومشاركات تلفزيونية!
صباح استمرت بالحضور وبالتنوع والتنويع دون أن تلتفت للعمر ولمن يغار من عمرها وشيخوختها النشيطة وعشقها للحياة وللأناقة، أو من ينتقد تواصلها مع اختلاف الأعمار!
وصباح استمرت وتكرمت يومياً، والباقيات من ابناء جيلها ومرحلتها وما بعد جيلها ومراحلها اختفت اثارهن إلا نادراً حين نشير إليهن رغم امتلاكهن موهبة جيدة والصوت الجميل والقوي، لكنهن في سجن فن أم كلثوم…نعم الغالبية استمروا في سجن أم كلثوم!
انطلقت تلك المواهب بدعم كبير إعلامياً وانتاجياً، وبعضهن حصدن النجاح الكبير، ونظراً لعدم ترك بصمة مدرسة شخصية غابت شمس بعضهن، وأيضاً استمرارهن في سجن أم كلثوم قوقعهن حتى لو نجحن في أغنية هنا أو هناك!
ومن بعد تلك المراحل جاءت أجيال، بمعظمها عاشت في كنف فن صباح، ومن ثم ذهبت إلى تقليد الغرب …ونادراً ما وجدنا استقلالية فنية، وإن وجدناها نقف ونرفع لها القبعة، ولكن كما هو حاصل اليوم اختفاء الصوت بسرعة واصابته بالشيخوخة المبكرة!
فن الغناء ليس سهلاً كما يعتقد صيصان المرحلة المدعومة من شخصية ثرية او من ذاك التاجر الذي يفرض شروطه وتسلطه على الإعلام والإعلان، ولكن الوقت القصير يغربل بسرعة، وفي الماضي الزمن يغربل، أما اليوم فالوقت الساعة اللحظة تغربل…
فن اليوم شهوة، وبعد سقوط الشهوة، وشهوة الإعجاب تسقط ايضاً شهوة الغناء…لآن غناء اليوم هو شهوة!
يوجد شخصيات نحترم كيفية تعاطيها مع الفن، ولكنها سقطت بسرعة لكونها تقليد لغيرها، ومصابة بعقدة من سبقها…
لن نذكر الأسماء حالياً…وقريباً سنذكر بعد أن نعطي فرصة للوجود!
ونجاح صباح آنذاك بوجود الكبار حتى أصبحت من الكبار، جاء نجاحها لكون صباح بصمة تختلف عن السائد، هي حالة مستقلة، متفردة، ومتفوقة… لذلك لا تزال الأسطورة صباح إلى صباح كل يوم جديد…

زر الذهاب إلى الأعلى