بأقلامنا

عامٌ أخر ينقضي .. يُحسمُ من عمرنا المهندس صدر داوود

عامٌ أخر ينقضي .. يُحسمُ من عمرنا .. لحظةُ تأملٍ تستوقفنا عند هذا الفاصل الحاسم من مدى الزمن الذي يمضي من حياتنا مسرعاً بأحداثه ويومياته وساعاته ولحظاته ..
يمضي تاركاً خلفه سنوات عمرنا..
وما مضى من زمن عمرنا لن ولن يعود..
في هذه اللحظات من نهاية العام،نقف عند محطة نهاية مشوار لمسيرة عمر ..
للإنتقال إلى مركبٍ أخر ..
يحملنا هذا العمر إلى عام بعالمٍ ،نجهل كل معالمه والتفاصيل التي سنعيشها.. وكما بدأ ألان ينتهي..
لنبدأ من جديد ..
ولكن ما نراه وما حصل في هذا العام من مأسي وويلات ونكبات وحروب ومتغيرات حتى اللحظة لم تظهر معالمها والمتوقع منها المزيد من التدهور والانقسام والمتغيرات في خارطة العالم ..
اما وطننا الحبيب لبنان الغارق من راسه الى أخمص قدميه بالانقسام،، نراه وللأسف يسير في نفقٍ مظلمٍ ،، والشعب يعاني ومتروك لمصيره.. ولانرى في الافق القريب اي حلول ممكن قد تخفف من وطأة الانقسام والتفكك ..
ولكن كل هذا مرهون بالعودة الى لغة العقل والحوار لانه لا بديل عن الحوار الذي يمكن ان يجتمع عليه اللبنانيون حول طاولةمستديرة لأجل النهوض بهذا الوطن كي يكون على شاكلة ابنائه الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل تحريره واستعادة حقوقه بقوة جيشه وشعبه ومقاومته ..
كل هذه الامنيات ليست مرهونةبالزمن او الايام او السنين ،
لأن الزمن هو نفسه والايام تكرر ذاتها وكذلك السنون….
إنما التغيير مرتبط بالإنسان نفسه على قاعدة قول الله عزوجل في كتابه الكريم” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرواما بانفسهم”.
اذن يبدأ التغيير الى الاحسن والافضل من هنا… يبدأ أولاً بنفس الانسان ….
المطلوب ان تبدأ بتقييم نفسك وعملك وأسلوبك وتعاطيك مع الاخر وتعرف اين أصبت واين اخطأت …
لذا يجب علينا ان نبدأ بالنفوس لان لكل إنسان شيطان وشيطانه هو نفسه .
المشكلة ليست مع الاخر انما تبدأ من داخل كل انسان وهنا يبدأ الخلل في المجتمع ويتعاظم الى أن يصبح خلل في الأمة فتغيب مظاهر الإنسانية والرحمة والمحبة التى اراد الله ان تكون…
وبعث بالنبيين والائمة والمجددين لكي يصوبوا المسار…
ونحن نودع عاماً ونستقبل اخر ،،
وقبل أيام احتفلنا بولادة نبي الرحمة ونبي المحبة عيسى بن مريم(ع) الذى صرخ في محبته الغاضبة لا يجتمع حب الله مع كره الانسان الى ان التقى صدى صوته مع نبي الرحمة محمد بن عبدالله (ص) حيث قال :
ما آمن بالله واليوم الاخر من بات شبعان وجاره جائع.
من هنا يجب ان نعي خطورة المرحلة التى تمر بها الأمة التي كانت خير امة أُخرجت للناس ….. وهل مازالت ؟
ما احوجنا اليوم إلى أن نعود الى هذه الثقافة لكى نتمكن من مواجهة اعداء الدين والانسانية ومحاربة الأفكار التى لا تمت الى تعاليم الله بصلة
فهل نتعظ ؟؟؟…..
كل عام وانتم بألف خير

صور في 31/12/2022
المهندس صدر داوود

زر الذهاب إلى الأعلى