بأقلامنا

ثتائية الحزب والسيِّد بقلم الدكتور حسين صفي الدين

ثتائية الحزب والسيِّد بقلم 

الدكتور حسين صفي الدين

بين العمامة والواقع علاقة وطيدة يصعب فصلها

وبين العمامة والعقل علاقة ملتبسة، فالعمامة حاجبة لانطلاقة العقل وتجلياته

من يسمع السيد تجتاحه مشاعر متناقضة، فهو يتكلم بلغة العقل، وبأسلوب الباحث في قضايا السياسة والاقتصاد، وبواقع السياسة واستحقاقاتها، وبمنطق الثائر والمقاوم ولكن أيضًا بمنطق الرافض والقابل بقوانين السياسة في آن واحد..

فهو في مساره الحسيني معتدل، وهو الآتي من مأزق الحسين، ليحقق ما لا يستطيع البوح به عن دروس تجربته، عندما تسمعه يربكك بصراحته، وعمق رؤيته، وهو قادر دائماً على أن يبرر موقعه، ليس لأنه في خطابه يستخدم الوسائل الضرورية للإقناع ولكن لأن خطابه نابع من معاناته، وصدقيته، وعناده.

القداسة، تمنع النقد وتحد النقاش ولكن هذه الرؤية النقدية وهذا النقاش، يمارسهما السيد مباشرة في حياته السياسية وفي أدائه. إذا سمعه القومي نسي شيعيته، وإذا سمعه اليساري نسي انتماءه الديني، وإذا سمعه من ينتمي إلى البنية الطائفية نسي موقعه الطائفي وشعر بالطمانينة في ظل عباءته، ربما لأنه يجسد ما فقدوه، ربما لأنه يجسد ما يتمنونه في طائفتهم، وفي أحزابهم. وإذا ما أصابك الوجل من “حزب الله”، وواقع “حزب الله” (وهو حقيقة) طمأنك بخطاب أو بحضور. لا شك في أن للمقاومة وقعها، وتأثيرها، وصمود المقاومين، لا بدّ أن يترك أثره الكبير في نفوس الناس حتى الذين لا يشاركون “حزب الله” فكرة المقاومة، ولكن يبدو أن للسيد وقعًا متميزًا في الواقع السياسي اللبناني والعربي، وهو الذي يجعل من المختلف وجهة نظر، وليس موضع خلاف، كيف لهذا الشيخ الملتزم أن يهدئ من روع العلمانيين ويطمئنهم؟ كيف لهذا المتحالف مع إيران أن يجعل هذا التحالف عاديًا في الساحة العربية، يستطيع الفصل بين الواقع والفكرة المسبقة؟ لا شك في أن ذلك مكلف، وكلفته أمام ناظرنا،

نشرت في جريدة النهار بتاريخ 30/5/2007

 

زر الذهاب إلى الأعلى