اصدارات

عن فيلم خليل والحكايات المؤلمة في مجتمعنا بقلم الإعلامي قاسم قصير

 فيلم خليل هو جديد المخرجة الشابة سارة صفي الدين بعد فيلمها الأول اسمعني يارضا وهي تتابع في عملها السينمائي كما في روايتها الاولى تسليط الضوء على الهموم الاجتماعية والعائلية والتي قد تواجه الإنسان في المجتمع العربي. فبعد أن سلطت الضوء في فيلمها الأول وروايتها الاولى على إشكالية العلاقة بين الزوج والزوجة حين تغيب المودة ولغة التواصل ويتراجع الحب ويتحول المنزل إلى قنبلة متفجرة وتحتاج العلاقة إلى إعادة ترميم وبناء متجددة . هاهي في فيلمها القصير بعنوان خليل تستعرض مشكلة أخرى خطيرة وهي مشكلة العنف الأسري وانعكاسه على الأسرة والأطفال وهي تستوحي قصتها من مأساة لطيفة قصير والتي قتلها زوجها قبل عشر سنوات تقريبا وخرج مؤخرا من السجن بسبب تخفيض مدة العقوبة . ومن خلال علاقة الطفل خليل مع الأسماك والبحر والبحث عن الأمان تحت المياه بعد أن يسمع اصوات العنف الذي يمارسه والده على والدته . ومن خلال مقاربة جميلة للعلاقة بين الطفل والسمكة وحرص خليل على حمايتها من التعرض لأي عنف أو الموت بسبب قلة المياه في كوب الماء الذي يحتضن السمكة ، نتابع بشكل متوازي تطور العنف الممارس من الزوج على زوجته والذي وصل إلى حد القتل بعد الطلاق ، حيث نشهد قتل الام بالتوازي مع وفاة السمكة التي تفتقد الحضن والأمان في المياه. الفيلم رغم قصره ( حوالي ١٥ دقيقة) مليء بالاشارات الهامة والرسائل الاجتماعية والإنسانية والفنية وهو مشغول بتقنيات فنية جميلة من خلال المشاهد تحت المياه ومقاربة حياة خليل مع رفاقه وبائع السمك. أنه فيلم قوي جدا ومعبر عن واقعنا الاجتماعي الصعب وينقل لنا حجم العنف المجتمعي القابع خلف الأبواب الموصدة . أنه صرخة قوية من أجل مواجهة العنف الاجتماعي واعطاء الامان للامهات والنساء والاطفال في الزمن الصعب. سارة صفي الدين نجحت مع فريق العمل من الممثلين والتقنيين وبدعم من مؤسسة لويوك للانتاج المسرحي ودعم المخرجين الجدد في إنتاج فيلم مؤثر وقوي وعميق رغم بساطة المشاهد وعفويتها وهدوئها . شكرا لسارة صفي الدين ولكل فريق العمل لأنهم قدموا فيلما رائعا وحملوا رسالة قوية ضد العنف المجتمعي . والى المزيد من النجاح.
زر الذهاب إلى الأعلى