بأقلامنا

أحكام الحج: الحلقة السابعة

ويجبُ أنْ يُحرِمَ مِنَ المِيقَاتِ. والميقاتُ هو الموضعُ الذِى عَيَّنَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُحْرَمَ منه، كالأرضِ التِى تُسَمَّى ذا الـحُلَيفَةِ لأهلِ المدينةِ ومَنْ يَمُرُّ بطريقِهِم.

الشرح: أن في هذا بيان واجباتِ الحج وهى: ما ينجَبِرُ بالدم إذا تُرِكَ، ولا يُفْسِدُ تركُهُ الحجَّ وإن كان فيه إثم.*

فمن واجباتِ الحَجِّ أنْ يُحْرِمَ من الميقات يعنى أن لا يتجاوزَ الميقات من غير إحرام.
والمواقيت أماكن عيَّنَهَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى لا يتجاوَزَهَا مُريدُ النسك من غيرِ إحرام.

●فميقاتُ أهلِ المدينةِ ومَن يَمُرُّ بطريقِ المدينة إلى مكة هو: ذُو الحُلَيفَة، ويقال له اليوم: ءابار علىّ.
●وميقاتُ أهلِ الشام ومِصر والمغرب ومن يمر بطريقهم: الجُحْفَة أو رابغ،
●وميقاتُ أهلِ اليمن ومن يمرُّ بطريقهم يَلَمْلَم،
●وميقاتُ أهلِ العراق ومن يمرُّ بطريقهم: ذاتُ عِرْق،
●وميقاتُ أهلِ نجد ومَن يمرُّ بطريقهم: قَرْن الثعالب.

فمَن جاوزَ إحدى المواقيت مُتوجها إلى مكة بقصدِ النُسُك ثم أحرم من بعد الميقات لَزِمَهُ الدَّمُ.

وفىِ الحجِّ مَبيتُ مُزْدَلِفَةَ على قولٍ.
الشرح: أنه يجبُ أنْ يكونَ الحاجُّ فى مزدلفة ولو للحظة بعد منتصَفِ ليلة العيد، يعنى الليلة التى تسبق يوم العيد، سواءٌ كان فى مزدلفة قائمًا أو قاعدا أو نائمًا ، وهذا قولٌ فى المذهب،
والقول الثانى: أنه سُنَّة ليس واجبا. فعلَى القول الثانى من تركَه فليس عليه إثم ولا فدية.

ومِنًى على قولٍ ولا يجبَانِ على قولٍ.
الشرح: أنه يجبُ المبيتُ فى مِنَى أغلَبَ الليل، أى فى ليالِى أيامِ التشريق، أى يبيت هناك الليلةَ الأولى ، والليلةَ الثانية إذا نَفَرَ من مِنًى قبل غروب شمس اليوم الثانى من أيام التشريق
وإلا يَـبيتُ ليلةً ثالثة حتى يرمِىَ فى اليوم الثالث. وهذا المبيت أيضًا هو سُـنَّة على قولٍ للإمام الشافعىّ، وعليه فمن ترَكَه فليس ءاثما ولا عليه فدية.

يتبع….

زر الذهاب إلى الأعلى