بأقلامنا

واشنطن ابتلعت تاريخ وطني بقلم الشاعرة الدكتورة سلوى الخليل الامين

واشنطن
ابتلعت تاريخ وطني
وعطش المسافات
حلقت على خواطر الوقت
كطيور النوارس المحلقة
فوق شطآن البحار
سجلت عتبي على أوراق
لا تعرف لغة وطني الجريح
ولا مكانه على الخرائط المصورة
المرسومة نقطة سوداء
ودمعة..
تساقط كحبة مطر
من عيون الزمان.
فأهلك.. لا يعرفون ..
أن..أزهار الإقحوان في بلادي
تزين شواهد القبور
وأن النرجس البري
يشتاق ..طعم النوم
في ليلة هوجاء
وأن العشب البري
قد كبر بسرعة..وشاخ
وأن البيوت..ملت من عبق البخور..ورائحة الموت
والقدر المحفوظ في الألواح.
فاهلك.. لا يشعرون بالضجر..
ولا بالجوع..والمرض
يرمونه على اسوار بلادي
وشواطئها المهجورة
وقراها الذابلة
ومدنها التي تشتاق الضوء.

انت واشنطن
مدينة خضراء
تعتلي مراكب الفجر
عروسا للبحار
تلبس أردية العشب..
النابت في نيسان
كأني بك
أخرج من اللاشيىء
من أسمائي.. وثيابي
من بسمات وجهي..
وصور الأطفال
من عناوين أهلي..وأصدقائي
وساحات مدينتي الفارغة
المثقلة..
بعناقيد العضب.

سأرفعك واشنطن
على أوتار ناياتي..
نشيدا بائسا.. وذاكرة
بلا عنوان
وتاريخا.. عبر من شقوق الفجر
ورمى أوراقه.. في كهوف النسيان.

زر الذهاب إلى الأعلى