بأقلامنا

الدكتورة سلوى الخليل : يوم قررت المقاومة خوض المعترك السياسي قضت على نفسها

من  الدكتورة سلوى الخليل الامين
الانتخابات في الجنوب لم تكن كما يكتب البعض ويسترسل.. بل كانت هزيلة بنسبة تقل عن ٤٢%
فلو كان أهل الجنوب جميعهم على تأييد كامل للم قاو مة لتجاوزت النسب ال٨٠% والأسباب واضحة:
١- نحن أهل الجنوب نملك العداء المطلق للعدو الصهيوني بسبب اغتصابه للجارة فلسطين وما حفظناه في صغرنا وما زلنا نحفظه عن أعمالها العدوانية الإجرامية بحق شعب فلسطين واهل الجنوب والمجازر التي ارتكبتها بحق الجنوبيين وأهمها مجزرة حولا وما تبعها من دهس سيارة بما فيها على طريق بلدة جويا وما فعلته بأطفال قانا وإجرامها متواصل ولا حدود له ..لهذا كله نحن مع كل مق او مة تقف لهذا العدو بالمرصاد ولا تأخذ السياسة دربا للوصول إلى اهداف مبيتة.
٢- يوم قررت الم قاو مة خوض المعترك السياسي قضت على نفسها..فالسياسة تفرق ولا تجمع..كان تأييدها مطلق عند معظم اللبنانيين وعند كل الشعوب العربية..
٣- يوم رضيت بأن تجمع الشيعة في ثنائية مشبوهة وتهمل من في الجنوب من عائلات وطاقات علمية مبدعة ويقتصر مواليها على فريق من الناس يشكل الضعف لها ..قضت على نفسها..وبدأت الآن تلجأ إلى التهديد..علما ان رسالتها رسالة حق وبالحق تستقطب الجميع.
٤- كان على الم قاو مة أن تستقطب كل الطاقات المعادية للعدو الإسرائيلي ولا تحصر نفسها بثنائية إذ أن شركائها هم الفساد بعينه ولو تمت التغطية عليهم بحجج لا نقبلها كمثقفين وكأبناء الجنوب .
٥- كنا نقول لهم: تعاونوا مع الطاقات من اولاد العائلات والوجهاء لان هؤلاء يشكلون درعا قويا للم قاو مة وليس خوفا من سيطرتها بواسطة أذناب في البلدات والقرى ..مما حدا إلى انكفائهم عن التعاون معها مع العلم انهم يقدرون جهادها ومقاومتها للعدو الصهيوني الذي توقف منذ العام ٢٠٠٦بعد تسجيل النصر الكبير.
٦- لم يقدموا خطة اقتصادية لخلاص الناس من هذا الوضع الضاغط..كل همهم إرضاء من ينتسبون إليهم ..وماذا عن باقي أهل الجنوب والشيعة على الاخص الذين يؤيدونهم؟؟؟
٧- لم يراعوا تطلعات الناس بتغيير بعض نوابهم والاتيان بمرشحين من خارج المنتسبين للم قاو مة ولكنهم يؤيدونهم بقوة وخطابهم لدى الناس مسموع..علما انهم أحسنوا اختيار وزرائهم مؤخرا.
٨- توجيه الاتهام الى كل من هو مرشح ضد لوائحهم بأنه يخدم إسرائيل وبأنه عميل وخائن وهذا أساء لهم ..كثيرا.
٩-قبولهم بترشيح ناس على لوائحهم مرفوضين من الناس. وعدم مسايرة الرأي العام الرافض والمؤيد للم قاو مة وعدم دراسة الرأي العام دراسة وافية.
١٠- عدم ترشيح نساء على لوائحهم بحجة ان المرأة لا تستطيع أن تقوم بأعمال معينة..وكأن النيابة ليست تشريع ووضع قوانين..
اخيرا لا آخرا… لن أسترسل في الكلام وصديقك من صدَقَك لا من صدقك..
المتآمرون كثر..والمنتفعون أكثر..وكل يدور حول مصلحته..اما المصلحة العليا للوطن فصفر في مفهومهم..بدليل ما تعيشه المناطق التي يسيطرون عليها من عدم عناية..عوضا عن الإنماء وتربية المواطن على احترام وطنه.
الجنوب كان وما زال مقاوما للظلم..والقهر..وتاريخه يشهد..لقد أتوا حتى ينسفوا تاريخ جبل عامل من أساسه..وما أسمعه ويقال في المجالس يشهد.
نحن كلنا مع الم قاو مة من أجل فلسطين ..لكن عليها أن تقوم بدراسة جديدة لمواقفها.. خصوصا بعد أن خسرت ما خسرته في الانتخابات.. كي تنتصر في قلوب كل الناس من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى