بأقلامنا

“تليفزيون لبنان” يُكرّم فريد الاطرش مع جهاد أيوب

 

#ما يقدمه أيوب هو الأمل الباقي لنا في إعلام جاد وهادف
#من غير ” تلفزيون لبنان” يستطيع أن يقوم بهذا الدور الثقافي الوطني؟!

كتبت /عواطف الزين

يكاد يكون برنامج (كبارنا ) الذي يعده ويقدمه الناقد والإعلامي جهاد ايوب ارشيفاً اضافياً لتليفزيون لبنان، المعروف بتاريخه العريق، وأرشيفه الغني بكل انواع التسجيلات الفنية والدرامية والحفلات النادرة التي صنعت العصر الذهبي للفن في لبنان والوطن العربي .
للمرة الثانية تابعت إعادة لحلقة من برنامج “كبارنا” الذي يعده ويقدمه الزميل جهاد ايوب، وهي حلقة خاصة بأمير الابداع فريد الاطرش…فريد المغيب اعلامياً والذي لا يكاد يذكر في الاعلام العربي المنشغل بأمور جانبية ومحسوبيات عبر الترويج لمن لا يستحق على حساب المبدعين الحقيقيين في كل مجال .
حلقة “امير الابداع فريد الاطرش” جاءت في مكانها وزمانها لتعطي مساحة للاصالة الفنية والابداع الفني في وقت لم يعد يحظى فيه الفن الحقيقي والصادق بحضور يذكر فهذا الامير الموسيقار ملك العود الذي امتعنا وصقل وجداننا بكل ترانيم الحب والجمال عبر الحانه الشجية وصوته العذب على مدى قرن من الزمان، وحتى الان لم يأخذ ما يستحقه من اهتمام اعلامي حتى اصبح لقبه الموسيقار المظلوم فهو لا يكاد يذكر في ذكرى ميلاده او رحيله كغيره من العمالقة، ولم تسلط الاضواء كما ينبغي على تجربته الفريدة والمتفردة كملحن ومطرب وعازف عود ومؤلف موسيقى وموسيقار عالمي تتغنى الحانه في جميع انحاء العالم وبخمس عشرة لغة حتى الان ان لم يكن اكثر…!
وفي وسط هذا النسيان العربي المسيطر والذي يتحكم في بعض جوانبه اعلام غير مسؤول يقوم على المظاهر ويمجد القشور وكل ما هو سطحي وساذج ومغرض على حساب المضمون الحقيقي يأتي جهاد ايوب بأفكاره البناءة انطلاقاً من ضرورة تسليط الضوء على كبارنا من المبدعين الذين اثروا حياتنا بكل جميل ومختلف في عالم الفنون كافة، وجهاد بما يمتلكه من تجربة ثرية في النقد الفني، والعمل لسنوات طويلة في الصحافة، وما يزال يمكنه ان يقدم الكثير في هذا المجال، وهذا ما تأكد لنا عبر برنامجه المميز الذي يقدمه في “تليفزيون لبنان” الامل الباقي لنا في ميدان العمل الاعلامي الجاد والهادف حيث اعاد للذاكرة توهجها عبر حلقات مشغولة بعناية وحرفية عن العديد من العمالقة الذين اثروا حياتنا بكل جميل ومبدع ليضيف الى شاشة “تليفزيون لبنان” وارشيفه مادة نحن في امس الحاجة اليها لآنها تعطي كل ذي حق حقه على صعيد التكريم والاحتفاء والاعتراف بالجميل للكثير ين من مبدعينا الذين رحلوا عن عالمنا عبر السنين، ولكوني واحدة من ملايين المعجبين بفريد الاطرش وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وسلوى القطريب وملحم بركات وغيرهم من علامات ورموز الفن في لبنان والوطن العربي كنت سعيدة جداً بهذا البرنامج الجميل الذي يضع النقاط على الحروف، ويقدم سيرة ومسيرة هؤلاء المبدعين لنعرفهم اكثر ونقول لهم شكراً لما قدمتموه لنا من فن وثقافة وابداع قل ان يجود الزمان بمثله، وعلينا رد هذا الجميل الذي ملأ حياتنا بالنغم الأصيل والعمل على تسجيله والحفاظ عليه ليظل لنا ذخراً وتراثاً لا يقدر بثمن على مدى الأيام تتابعه الاجيال جيلاً بعد جيل.
حلقة “امير الابداع فريد الاطرش” التي شاهدتها ليلة امس السبت، وسوف تعاد صباح اليوم الاحد كانت زاخرة بالمعلومات والوقائع والحقائق التي جعلت من فريد الاطرش تلك الاسطورة الموسيقية والغنائية التي وصلت الحانها الى العالم اجمع، وكان الحديث عن فريد من خلال موسيقيين مبدعين مثل نبيه الخطيب، و الباحث الموسيقي غبريال عبد النور، وغناء من خلال جوزيف عيسى ثرياً بحيث قُدم فريد كما ينبغي ان يقدم صوتاً وصورة وحضوراً وتاريخاً حافلاً بالعطاء على المستوى الفني /موسيقى وسينما /والحان /وغناء…وكذلك على المستوى الانساني الذي ميز فريد عن غيره في هذا الاطار .
حلقة ” امير الابداع فريد الاطرش” كانت حلقة مميزة في الشكل والمضمون وادارة الحوارات وتقديم المعلومة عبر تسلسل ممتع لجانب من مسيرة الفنان العظيم فريد الاطرش…
وشقيقته الرائعة اسمهان والحانه لغيره وفي مقدمتهم صباح التي قدم لها ما مجموعه سبعة عشر لحنا كانت جميعها ناجحة سواء عبر مشاركتها له في ثلاثة افلام هي “بلبل افندي”، و”لحن حبي”، و”ازاي انساك”… او خارج تلك الافلام أعمال تنوعت ما بين الوطني والشعبي والعاطفي واغاني الاطفال.
كذلك لحنه الشهير لوديع الصافي ” على الله تعود”.
حلقة “امير الابداع فريد الاطرش” أكدت الى اي مدى نحن في حاجة الى مثل هذه البرامج القيمة فنياً وثقافياً التي تسلط الضوء على كبارنا من عمالقة الزمن الجميل، كما اننا في حاجة الى استكمال هذه السلسلة عبر “كبارنا” من الاحياء ايضاً في كافة ميادين العطاء والابداع، ومن غير “تليفزيون لبنان” يستطيع ان يقوم بهذا الدور الثقافي – الوطني في حماية تراثنا الفني من الاندثار عبر برامجه التي ما تزال رغم كل شيئ ينبوعاً للأصالة والتاريخ … شكرا “تليفزيون لبنان”… وشكراً جهاد ايوب.

*** عواطف الزين،صحافية، وناقدة، وشاعرة، تعيش بين الكويت ولبنان،
ولها عشرات المؤلفات ما بين القصة والرواية والنقد، ومؤسسة “صالون عواطف الزين الثقافي” .

زر الذهاب إلى الأعلى