بأقلامنا

أخت الرجال بقلم فهد الباشا

فهد الباشا

كتّاب الديار

كلمات في زمن الغربة

24 نيسان 2022 – نقلا عن “الديار”

أخت الرجال

يوم كانت الشهامة والشرف والجرأة والنزاهة وما اليها في مراتب القيم محصورة، في اعتلال مفاهيمنا، بفئة معينة من الرجال، دون النساء، كان ولا يزال المعجبون، بامرأة تتجسّد فيها مثل هذه الخصال، يشهدون لها، اذا ما ارادوا بها ثناء ومديحاً، بأنّها أخت الرجال. لكأنّ الجدارة في النساء استثناء، ولكأنّ الرجال هم جميعا ودائما مثال لمكارم الاخلاق وكأنّ الله خصّهم باهليةّ الشهادة للحق والخير والجمال.

وتستمر الحال على هذا المنوال أجيالا فقلما نأتي،
بالمقارنة، على ذكر الخساسة في ذكور أنذال ما أتقنوا من الاعمال، يوما، الاّ ما ينفي عنهم مزايا الرجال الرجال، ما يثبت، فقط، أنهم أشباه الرجال. مناسبة الكلام، اليوم، هو ما جرى، منذ ايام، للمرشّحة الى الانتخابات النيابية بشرى الخليل والذي انتهى، حتى الان، بتمزيق شعار لها تدعو فيه الى «نهضة» من هذا الموت الذي نحن فيه. يقول المنقذ من الضلال، أنطون سعاده: لا يكون العمل قوميّاً (وطنيّاً) ما لم تشارك المرأة فيه».

ليست بشرى الخليل قوميّةً اجتماعية، لا بالانتساب ولا بالانتماء، فنقف، حدّها، مناصرين من هذا الباب، لكنها امرأة سيّدةٌ، نهضوية بامتياز. وما الامتياز، في النهضة، غير ان يقف الانسان، رجلاً كان أم امرأة، ولاسيما في اصعب الاوقات وأشدها خطرا، وِقفةً يذكّر بقدوة من جسّد ما قال: «الحياة كلّها وقفةُ عزٍّ فقط».

بشرى الخليل، كلٌّ بتاريخِه، بأعمالِه يُذكر ولا يرفع من شأنك وأمثالك وصفُكنّ بأخوات الرجال الاّ أنَّ الرجال الرجال قد يعيبهم أن لا يكون، في ذوي قرباهم،اخواتٌ لهم، أمثالُكِ، يا أختَ الرجال.

زر الذهاب إلى الأعلى