شخصيات

النائب والأديب الراحل العلامة السيد جعفر شرف الدين بقلم محمد درويش

النائب والأديب الراحل العلامة السيد جعفر شرف الدين

بقلم الاعلامي الشاعر محمد درويش *

السيد جعفر شرف الدين النائب والاديب والعلامة تحل ذكرى رحيله لتحمل معها كل المعاني العميقة والأساسية كي نستعيد معها ما قاله الامام جعفر الصادق عليه السلام : كل منكم صائر حكاية فليكن حكاية طيبة .

ان هذا القول انما يذكرنا بالسيد جعفر أبو محمد الذي ترك غيابه فراغا” كبيرا” على مستوى السياسة والادب والتربية والمجتمع في لبنان .

الا ان هذا الانسان المفكر أبى أن يغادر هذا العالم الا بعد أن قام باصدار الموسوعة القرآنية التي اشتغل عليها بكل قدراته وثقافته وعلمه وهو من نهل من معين والده المرجع المقدس الامام السيد عبد الحسين شرف الدين الكثير الكثير من العلم والأدب والتمسك بقيم الاسلام والعروبة والانسانية ..

رأيته في المنام …عاد ليسأل عن صور وجبل عامل والجعفرية وفلسطين والمقاومة والادب والشعر

سألني عن كل شيء وقلت له كل شيئ ..

أكثر ما أسرني في وجهه الذي اشرق كالبدر

انه ابتسم للحظة وقال لي : هل أكمل السيد محمد ( ابو جعفر ) طريقي …

وكان جوابي ان السيد محمد تعلم من جعفريتك ورسالتك وشخصيتك ما يكفي لزمن قادم ومعه من يحبك وهو يتابع طريقك رغم وعورة الحياة في هذه الأيام الصعبة..

تلك الحياة سيدي المحب تلك السياسة التي كانت في زمنك بصفات تختلف عن الحاضر ومعها قيم كثيرة تغيرت في مجتمعاتنا ..لكن شجرة الجعفرية الباسقة القوية المتينة تمتد عميقة جذورها في الأرض العاملية .

لا خوف على ما زرعت سيدي لا حزن بل ثقة وموعد مع الحق

لقد أحببت شجاعة أمير المؤمنين علي بين ابي طالب (ع) وفصاحته وبلاغته

أحببت القومية والعروبة وأعطيت فلسطين من قلبك ووقتك ومالك

جعلت من القضايا الكبرى محط أحلامك وصدق التزامك ..

أنا ممن تخرجت من الجعفرية وسلمتني الشهادة الثانوية والقيت في حفل التخرج كلمة..

انا ممن استمعت اليك أديبا” وخطيبا” وسياسيا” وفقهيا” وشاعرا” وأديبا”

انا ممن تتلمذوا في القلعة عنيت بها الجعفرية التي ستبقى رايتها عالية خفاقة

يراها الشعب من اعالي قرى عاملة وسيرى بالقرب منها البحروحكاية المدينة التي ناضل فيها المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين وحفظ فيها الاسلام والعروبة والعيش المشترك والتقارب بين المذاهب و كرامة الانسان ..

شمس هي سطعت بحضورك وغيابك سيدي هي شمس العلم والايمان والثورة على المحتل والمستعمر والباطل …

شمسك لن تغيب أيها السيد جعفر ابو محمد المحب الكريم الشجاع حافظ ماء وجه الفقراء الذي لم يقفل باب بيته أمام أحد في يوم من الايام على مثال والده …ومن بعده هناك من يحمل الرسالة ويتابع طريق الكبار في صور وجبل عامل ولبنان بصمت وتواضع وثقة ..

وذكراك سيد أبو محمد ستبقى حية تضيء ، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ستبقى عطرة طيبة كما ارادها الله ورسوله (ص)

والفاتحة لروحك الطاهرة …

محمد درويش

اعلامي وشاعر

صور

و مما يذكر ان السيد جعفر شرف الدين قد ولد

في العام 1920 في بلدة شحور في جبل عامل.

وهو ابن المرجع الشيعي السيد عبد الحسين شرف الدين

تلقّى دروسه الأولى في مدينة صور

وبعدها انتسب (سنة 1942) إلى الكلية الشرعية في بيروت، والتحق بمعهد الآداب الشرقية.

درّس في الكلية الجعفرية في صور التي أنشأها والده وتولى إدارتها في العام 1944 وحتى وفاته.

أنشأ في سنة 1945 مجلة المعهد وأدارها مدّة من الزمن.

سنة 1959 أنشأ السيد جعفر باسم جمعية البر والإحسان أربع عشرة مدرسة ابتدائية مجانية انتشرت في قرى وبلدات المنطقة. إلى العام 1963 حيث أنشأ جمعية إنعاش القرى، حيث نقلت إجازات المدارس من البر والإحسان إلى هذه الجمعية.

انتخب نائبا عن المقعد الشيعي في قضاء صور

على مدى ثلاث دورات (1960 – 1972)، وكان مقررًا للجنة التربية

في البرلمان

ومن مؤلفاته التي أصدرها وكانت تنفذ من الأسواق هذه الكتب القيمة :

من هنا نبدأ جبل عامل في لبنان إني أتهم جذور الثورة الإسلامية 1979 حرب رمضان حرب الغفران 1973 دائرة معارف التراث معجم أدباء المعهد. تحت قبة البرلمان صوت صور لبنان في حكامه وممثليه بين 1860 – 1980 أدب الطب الموسوعة القرانية موسوعة المعارف الإسلامية (12 مجلّد) موسوعة المعارف العربية (12 مجلّد) توفي في العام 2001 في مدينة صور ودفن فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى