بأقلامنا

صديقي القارئ الأمين بقلم الشاعرة غريتا بربارة

بعد يومٍ مُرهق
بعد العمل المُضني
أو التفكير الطويل
أدعوك لِقراءة حروفٍ
من زهر الأماني
من سِحر الأحلام التي تتمنى
أن تُحقق معانيها
وتُحاول إشباع روحك
من إكسير نبعِ الأمان
إقرأْ بعد فَرض الصلاة
علَّ الغد يأتيكَ بابتسامةِ
الشروق ونور السلام !
زوَّادةُ الروح !
اسمحوا لي أن أعُدَّ الزوّادة
لِرحلة الغد نحو الغد.
وكَصمتِ الأبدية سأعود إليكم
لِأكتُبَ معكم وأُكلِّمكُم بِصوتٍ
يرتفع من قلب الهدوء الأبدي
سأُعلِّمكُم كيف تنكرون
أنفسكم وتعانقون الوفاء
وأن تفهموا أنَّ الإبتسامة
البرَّاقة على شِفاهِكُم يسطع
معانيها في قلوب هؤلاء
الفقراء المُتعَبين.
أُحدِّثكُم وأوصيكُم باسم المحبة
التي تُتَوِّج روح كلٍّ منكُم
مع أنّ الأكثرية تفتقد
لِمعانيها الجليلة أنْ تحضُنوا
بعضكُم البعض وأن تطوف
قلوبكُم وتتلاقى في حديقة
الجمال الأبدي .
في هذه اللحظة أكملتُ
عِدَّة الزوَّادة .. وها أنا وأنتم
سنظلُّ معاً حتى يلقينا الفجر
قطرات ندى في حقول
وأحضان الفرح الكبير .
مهما كانت أحلامنا سنغنّي
دائماً أُغنية الإكتفاء حتى نكتفي .
سنبقى أفلاكاً يغمرها الفضاء
بأنفاس نور الشمس.
ستحملُنا أمواج البحر وتُعيدُنا
إلى أعماق خضمِّ الحياة
معاً نسير في طريقٍ غير شائك ،
ننحدر مع المساء
إلى أكواخ الأمنيات والتمني
ونتسامى مع الصباح بِنعمَةِ الرجاء .
نتعلَّم من السماء
كيف نحقق ذاتنا في رحاب
الذات الكُلِّية .
أنا بنَةَ الملِك الأعظم !
ابنةُ الحياة !
يتصاعد من فؤادي طِيباً
ينتشر في الأثير .
روحي تفيض بِخمرةٍ لا يتذوّق
طعمَها سوى مَنْ ناءتْ روحه
بِعبء ثمار ناضجة
بِحلاوةِ عطائها .
ومَنْ يحلو له أن يقتات ويُشبِع
روحه من هذا الفَيض النوراني
فَليَقرأ ويتزوَّد من الروح الطيِّبَة
ولِيحمل معه قطرات
الخمرة المُعتَّقة في صفوف
خوابي الأنفاس السماويّة!
فإنَّ جُعبَتي لا تَفرَغ والفراغ
لا أعرف له سبيلاً .
كُلَّما أنرتُم شمعة من نورِ
جمالِكُم يتصاعد نورٌ
نحو نورٍ أسمى
إلى مَنْ تتعبَّدون وتحبُّون .
وستبقى الشمس دافئة
تُبَدِّد بِنورها مداد الظلام!
الزوَّادة لم تكُنْ طعاماً للجسد
بل إني غَرفتُ من مائدة
أطايب السماء ما يُنعِشُ
القلوب البشرية التي تحيا
على مدار الأرض بما فيها
الصحراء القاحلة لِتمتلئ
الواحات وتفيض البحار
على الرمال لِتُنعِشَ الحياة
في مُرِّ الحياة .
زوَّادةُ الروح دائماً تنضح
بالعطاء السرمدي
ولِكُلّ راغبٍ بِغدٍ أجمل
فَليَستمِدَّ غذاءهُ من
سماءٍ زوَّادتُها المحبة
العطاء والوفاء .
بقلم: غريتا بربارة✍🏻
أميرة الأحلام🇱🇧
زر الذهاب إلى الأعلى