بأقلامنا

حرب الكيان السوداء في العلن والظل والخفاء بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢٠ / ٤ / ٢٠٢٤ م.

وراء كل حرب اهدافها المعلنة والغير معلنة ورسائل منها مكشوف واخر مستور وكلام بين السطور يكتنفها الغموض والضمور في معارك واقعية حقيقية ومواجهات افتراضية تضليلية وجولات اعتراضية كيدية وصولات اعتبارية ردعية في ظل صراع كوني بدأ من السماء وحل في الارض لتحقيق الغرض مشيئة الله والفرض وأمره حتمي في قياس الطول والعرض…

هو الصراع القائم بين وايران الكيان من حدود اليمن الى لبنان، حيث لا جغرافيا ولا حدود تحدها ولا دول تستطيع حلها حيث امره كان مفعولا ومقضيا…

هي حرب عقائدية المنشأ وايديولوجية المبدأ، اختلفت فيها الرؤى والتباينات واستعصت عندها المقاربات بين استعلاء واستيلاء وتكبر وغرور في الارض أدت الى حروب متعددة منذ عام نكبة ١٩٤٨ وما تخللها من جرائم ومجازر بحق الشعوب حتى يومنا هذا وما يجري في المنطقة وقطاع غزة…

لذا ! هي حرب بين النور والظلام والحقيقة والضلال تمثل فيها سمات الفضيلة وصفات الرذيلة في ساحة الكفر والايمان، حيث لا مفر منها مع اهل الوعد وناكثي العهود حتى اليوم المعلوم في خروج المنتظر الموعود…

لذلك هي معارك مستمرة تخوضها الاطراف المتعادية في الظل والعلن تصدر عنها بيانات تارة تثبيت وتوكيد واخرى نفي وتكذيب مما يحصل من مواجهات في وجه التنكيل والتشريد والتدمير…

هي الضربات في وضح النهار وشمسها المشرقة تتبناها القوى المعلنة وبين التسلل في سواد الليل المظلم بضربات سوداوية مخزية لا انتفاء او اعلان عنها…

ما حصل من رد فعل والرد على الرد يبين حقيقة ما يجري من ضربة ايران وفرق جيوشها المدوية المتنوعة متتالية، اثبتت القدرة على تغيير المعادلة وشكل اوجه الحرب الدائرة في ظروف مؤاتية وتواقيت مناسبة وضعت سقفا معلقا جعلت منه تهديدا في كل أوان فوق راس الكيان حيث لا ينفع ندم ولا كلام…

هي الحرب السوداء الذي يخوضها الكيان وضعته امام اصدقاؤه وحلفاؤه والعالم في هزيمة وحرج دون مخرج وعند ايران وحلفائها في انتصار وفرج…

نعم! رد الفعل الايراني في المسيرات والصواريخ الباليستية على استهداف القنصلية جاء ردعيا وتعديل قواعد المواجهة من دفاعية الى هجومية في ظل تعاظم قوتها العسكرية وتنامي خبراتها الامنية وحنكتها السياسية، التي تعبر عن مدى تحملها في استمرار الحرب الابدية مع نهايته الحتمية مهما طال الزمن قرب اوبعد، هي النتيجة الحرفية في صراعات مبنية على اهداف اخلاقية انسانية دينية الهية ومعها العقول النورانية لتحطيم أصنام هذا العصر وعقوله الظلامية ونبؤاته الوهمية التضليلية الخرافية االتلمودية في ارض الميعاد وشعب الله المختار وشعاراته السامية النازية…

لذا رد فعل الكيان ليلا على اصفهان مسخرة بحسب قول بن غفير وغيره في الاعلام، هي حقيقة كشفت عن وهنه وضعفه وفشله وهزيمته ومن خلال قصفه وغاراته على العراق فجرا وفي سوريا سابقا ودائما ولبنان اولا وأخرا، ما هي الا هروب الى الامام للخروج من مأزمه وتقزمه وتفتته وتشتته وضياعه وحيرته في رد الفعل والمواجهة وجعجته وكثرة الكلام والطلب في تشكيل تحالفات اقليمية ودولية تكنولوجية وامنية وعسكرية وترسانية واقتصادية وتطبيعية، ما هي الا تشكيلية جاحدية ومن خلفه اصحاب نظريات (الديموقراطية والحرية والمساوات والحقوقية) القائمة على العنصرية والطبقية والانانية الجهنمية، التي جعلت من هذا العالم يعيش ازمات ونزوات وغزوات وانشاء مستعمرات افتراضية في الخيال والاوهام من البحر الى النهر دولة الكيان اي بحر وأي نهر يكفيه وهو المتعطش الازلي لا تكفيه كل مياه العالم والدماء، وهو الحدث البغيض الخبيث المقزز في الزمان، والمحتل الغاصب المستعمر المستوطن في المكان المدمر لكل الحياة والانسان، هي المواجهة وردود فعله الاخيرة على ايران وجيوشه، ما هي الا تخبط و افلاس وضيق واختناق في الانفاس حيث لايرى النور والانعام حتى في الاحلام بل جحيم وصقر وسعير في يقظته والمنام دون الاحساس بالذنب بحق الانسانية ووأد الطفولة وقتل النفس البريئة او الاعتراف بالخطيئة والاقرا باعماله الدنيئة ما هي الا افعال ابليس وشياطينه من الانس والجن الفظيعة الكريهة السفيهة على الملأ والأعيان من سفك للارواح وظمأ للدماء، ما هي الا حربه السوداء في الظل والخفاء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى