بأقلامنا

ﺑﻠﺪ ﻛﻠﻮ ﺯﻋﻤﺎ …. بدنا شعب… “بيزبط البلد” بقلم الاعلامي فادي رياض سعد

لو نستطيع أن نسمع صوت “لبنان” لسمعناه يدعو ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎئلاً:

” ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺭﺏ .. تساعدني وﺗﻼﻗﻴﻠﻲ ﺸـــــــﻌﺐ لأني تعبت من الزعما. بدي شعب حتى يزبط الوضع!!…

ﻜﻠﻤﺎ ﻻﺣﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻠﺤﻞ ﻓﻲ لبنان.. يبادر  “ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ” والناس ﻹﻧﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺗﺨﻮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ  وسحب ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ،
ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ” ﺧﻠﻴﻚ ﺑﻌﻴﺎﺩﺗﻚ”،  ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ كاهناً أم ﺷﻴﺨﺎً ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ” ﺧﻠﻴﻚ بمعبدك”،  ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻨﺪﺳﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ” ﺧﻠﻴﻚ ﺑﻤﻜﺘﺒﻚ”، وإن كان مزارعاً قالوا له “خليك بمزرعتك”.. ألخ….

… ﻷﻧﻮ ﺑﻠﺪ ﻛﻠﻮ ﺯﻋﻤﺎ …. ”  اصبح بلد “كل مين إيدو الو”

إشتهرت  حارة “كل مين إيدو إلو” في المسلسل السوري الشهير “صح النوم”  الذي تدور أحداثه ضمن حارة تعمّها الفوضى العارمة وتضارب المصالح؛ وإن شئتم  “حرب المصالح” ولم تتوقف عند حروب “غوار الطوشة” و “حسني البرزان” على الفوز بقلب صاحبة الفندق الثرية، بل شملت الجميع تقريباً، لتصنع ذلك الكم الكبير من المفارقات المضحكة، والكوميديا الخالدة التي مازالت باقية في أذهان الكثيرين حتى اليوم.

الأوضاع اللبنانية تشبه في واقعها الفوضى وحروب المصالح التي سيّرتها حارة (كل مين ايدو الو)… فعندما تتقدّم المصلحة الشخصية الضيقة على المصالح العليا للوطن، يتحول الى بلد اللامؤسسات. “مزرعة. جرائم، سرقات على عينك يا تاجر وموت متنقل عند كل مفترق طريق”. “الكل يدمر الكل والبلد يدفع الثمن “.  ويصبح الفلتان الأمني سيد الموقف في  بلد يحتل أعلى المراتب العالمية في مجالات الفساد وعدم الاستقرار. في غياب تام لصفة المواطن الغير موجودة”.

إرحموا من “في الأرض” يرحمكم من “في السماء”.

هل من يسمع ويستجيب؟…

 

فادي رياض سعد

زر الذهاب إلى الأعلى