بأقلامنا

العاملُ الدؤُوبُ في حقل صُوْر يتوغَّل د. عماد سعيدبقلم الشاعر هنري زغيب

منذ أَعرفه وهو يتوغَّل حفْـرًا في صخرة العمل الثقافي، على صعوبة ما فيها من عُقوق وشخاريب.

كتابةً يواصل. نشْرًا يواصل: نُصوصًا وموقعًا ومجلة ًونشاطًا لا يتعب.

ليس معه سوى الإِيمان: الإِيمان بقضية مقدَّسة، أَطهرُ ما فيها عذاباتُها لبُلوغ المرتجى والرنُوُّ إِلى القمة، أَيًّا تكُن صعوبةُ الارتقاء المستدام إِلى القمة.

ومنذ أَنشأَ موقع “هَلا صُور” وهو منصرفٌ إِليه في ثقةِ مَن يعرف أَن وسائط العصر اليوم تغيَّرت إِلى التكنولوجيا الحديثة، فراعاها وماشاها وهو يتوسَّلها طريقًا إِلى قرَّائه وزوَّار موقعه.

وبالرغم مما به تُنذِرُنا هذه الجائحةُ الرهيبة، أَعدَّ لـ”معرض الكتاب” وأَنجحَه، وجعل أَيام “المعرض” عرسًا ثقافيًّا بهيًّا بمضمونه وعروضه وحجم المؤَلفات فيه، فإِذا به يتحدَّى خطر الكورونا بلَقَاح الكتاب.

ويكون أَنَّ هذا هو  كتابُهُ الثاني عشر. أَلا بُورِكَ له الموسم وبُورِكَ له الجنى ولْيَطِبْ له الحصاد.

في حقل الثقافة والأَدب لا أَنضرَ من الكلمة. هي الأَبقى والأَرقى والأَنقى. وهي التي تواصل طريقها في الزمن مهما تتعثَّر دُروب الزمن.

وكلما أَظلم المحيط وتتهيَّأَت أَشباح الظلام، تُشرق دومًا شمس الكلمة ساطعةً أَبدًا بِنُور المعرفة، خصوصًا حين يتهيَّأُ لها مَن يكون فارسَها فيقودها إِلى المضمار الأَسلم من أَجل ضمانٍ أَسلم لبقاءٍ أَسلم.

الصديق الدكتور عماد سعيد، من قلةٍ تؤْمن بيَنَاع الكلمة، تؤْمن بخصوبة الكلمة، تؤْمن بدوام الكلمة، وهو بها عاملٌ، وفي حقلها عاملٌ، ومن أَجلها عاملٌ، وفي سبيلها يبذل عمرًا وفكرًا وجهدًا لا إِلى توقُّف.

هنيئًا لصديقي عماد بكتابه الجديد، وهنيئًا له أَن يحمل في قلبه صُور والجنوب، وكلَّ ما في الجنوب من آلامٍ وآمال، وها هو يقف على فاتحة الأَرض باسمًا في قلبه ووجدانه: “هلا صور”، فيهتف له كلُّ الجنوب “هلا صور”.

ويحمل الهتفةَ، عماد سعيد، يحملُها ويُخصبها أَفكارًا وطموحًا حدودُه زرقة السماء تتمرَّى على صفحة نقية من بحر صُور.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى