بأقلامنا

في مقام اللغة العربية بقلم المناضل عصام فاخوري :

في مقام ِ اللغة العربية ْ .. نقف نُفاخر ُ بهذا التصويت البديع الذي لغت بهِ ألسنتنا منذ كان التاريخ .
نباركُ لكم أحبتي .. ونباركُ بحروفِها .. ولهجاتِها جميعاً  .. من جنوب جزيرة العرب .. حتى الشمال  ، موطن زنوبيا وجغرافيا الحضارة وقيم البشرية الأصيلة .
نحن ُ العرب الناطقون .. بهذا الحرف الآسر .. الفاعل في صناعة تراث الإنسان منذ القدم .
نحن البناؤون لمقامات الفنون والإبداع والشعر والتصوف والفكر والعلوم والفلسفة …
لم نهدم هيكلا ً ولا برجاً لحَي ّ .. ولا بلبلَ الله ألسنتَنا كما يدعون .
نحن الحافظون لحضارةِ اليونان ِ من فكر ٍ وفلسفة ٍ وعلوم ٍ … فكان منا أبنُ النفيس وابو بكر الرازي في مصر ام الدنيا وسيدة العروبة البهية .
وكان منّا ابو الريحان البيروني وارث علوم السند والهند وحافظها …
وكان منا المقريزي وابن عربي وابن سينا وابن الهيثم والطوسي وعزالدين بن عبد السلام …  واخرون من الأعلام في الفقه ِ والقانون ..
وكان منا يا اخوتي الشعراء اسلافكم من طرفة بن العبد إلى المتنبي فالمعري وجبران وسعيد عقل واحمد شوقي ومحمود درويش وفدوى طوقان … وغيرهم من شعراء كانوا رسل السلام والفرح والحكمة والعقل والحب والحياة .
إلا أنه ُ يا أحبتي الحاضرين .. وان كان لهذا البنيان الجميل المسمى اللغة العربية  والذي مثل الهوية الناصعة الاصيلة لكل سكان الإقطار العربية من المحيط إلى الخليج من أدوار رئيسة وأمينة في وظيفة حفظ التراث الإنساني الكبير .. فينبغي ان نلفت في هذه المناسبة الي قاعدة جوهرية . وهي ان اللغة لا تنطق بذاتها  إنما ينطق بها أهلها …
فإن قاموا .. تألقت وراج اشعاعها .. وإن هانوا هانت وشاخت .
وهذا ما نعيشه اليوم في لحظة التردي والتفرق العربي في السياسة والاجتماع والجغرافيا والثقافة وحقوق الإنسان والقضايا جميعاً  .
وهذا كله .. بفكرة خبيثة وتخطيط عدوائي رسمت اطره بعناية ودم بارد .. يهدف إلى طمس اللغة والتاريخ والحاضر ووأد الأمل بمستقبل قد يحمل  لبلاد العرب اية إمكانية للحياة والنور .
هذا ما أراده المطبعون والمفاوضون والمستسلمون والخونة من الأعراب العملاء …
يريدوننا اتباعاً .. لا هوية لنا .. ملحقين بالهيكل واكذوبة الهيكل واقتصاد الهيكل وثقافة ولغة الهيكل  وأمن الهيكل .
ولكننا سنبقى قابضين على وصايا الوحي المدونة بحروف لغتنا المقدسة .. ان اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط خيل  …
سنراكم عناصر قوتنا بالسعي نحو وحدتنا َوالاستثمار في ايماننا بطاقاتنا الشبابية وارثنا المعرفي العظيم .
بهكذا نستعيد قدرتنا على المواجهة …
بفرادتنا في الإنتاج الثقافي
وبهمة أبطالنا من المحاربين والمناضلين وما تبقى في نفوسنا من انوار دماء الشهداء  .. بإيماننا بقدسية وقوة الحق …
سنستعيد نهضتنا ومكانتنا العالية في مقام الأمم..

بإسم الشباب القومي العربي وهم ثلة من مداد الزعيم العربي جمال عبد الناصر يؤمنون قوة العروبة قدر لا بد من تحقيقه .. وإن الإنسان حر كريم عزيز مرفوع الرأس ومشرق الجبين  .
نجدد ترحيبنا بكم في هذه المدينة العربية المقاومة …
مدينة صور قبلة الشعراء وقلعة المقاومين والعروبيين .
كل عام ولغتنا بخير .. وانتم بخير  وعروبتنا ندعوا الله أن تكون في قادم الأيام بخير  .

عصام فاخوري

الشباب القومي العربي

لبنان

 

زر الذهاب إلى الأعلى