بأقلامنا

نهاد حشيشو ؟؟؟ بقلم الدكتور الشاعر رجب شعلان

 

انسان تقف امامه حائرا في توصيفة. وتدخل الى ذاته ؛ فتعجب لعدم قدرتك على قرائته بعمق ..تاخذك ابتسماته التي تقول كلاما يصعب تفسيره …وتتوه في حضرة نظراته فتحاول ان تجنح الى سرقة بعض ما تقوله عينيه
..هو بين الابتسامة السارحة النابضة والناقدة في ان والنظرة التي تختصر ما يريد قوله ..يتجلى كما تتجلى الصلاة في رحاب الهيكل …
انه الانسان …الذي اتخذ الانسانية فكرا ..تموضع فيها واعطاها من فكره وعقله وكلمته وبحثه ونقده وقلمه كل ما اختزن عقله وفكره من ثورة من اجل الانسان ..خارسا له ومدافعا عن قضاياه
نهاد حشيشو …خلطة غريبة وعجيبة من الوعي والفكر والقول والانتماء والكتاب والقلم
وخلطة يصعب تفكيك احجياتها من من الصدق في الانتماء دون اللهاث وراء منصب والحقيقة الواضحة متى وجد ان صوته يجب ان يصدح بها …والنقد اللاذع لبناء الافضل متى وجد الاعوجاج في الممارسة تسيطر
…هو ذاك القارئ النهم …المتمرس في فهم التجارب والثقافات والرؤى و الافكر النظرية والعلمية …وهو الناقد متى وجد ان التطبيق العملي انحرف عن مسارت النظرية والفكر
هو الكاتب الذي اعتمد الصدق في كتاباته لقول الحقيقة …
هو المحاور الهادئ متى كان الحوار منطقيا والعاصف متى كان الحوار تنظريا بعيدا عن الصدق والموضوعية
نهاد حشيشو لم يكن وما سعى ان يكون شعبويا في كل مراحل تاريخه النضالي …لانه ما اراد منصبا ولا اراد قيادة …فكانت تجربة كل القيادات تحت وطاة عصف قلمه
امن بفلسطين الحق والقضية فناضل من اجلها اي نضال …لم يكن مداحا لسلاطين وملوك وامراء اللعبة السياسية ..حتى في انتمائة الى الحزب الشيوعي كان ..ماركسي الفكر
تروتسكي الممارسة نظيفا كغيفارا
رفض صراع اباء الجلدة الواحدة والاقتتال بينهم لذا خرج من مشروع الدم بيدين توضئتا بلغة القلم والنطق باحكام المنطق
نهاد حشيشو مفكر جال بفكره على كل الثقافات والنظريات ام تخنقه حالة وطنية ولم تقيده حالة قومية وحتى انتمائه للفكر الاممي كان اكثر من متحررا
كان كاتبا متحررا من عبثية الكتابة ومتحررا من شيطنة الكلمة لذا كانت مقالته كالمراة تعكس صدق ذاته
وكان ناقدا مرا في نقده ..حتى انك تراه قد انتقد تحربة الحزب الذي انتمى اليه وانتقد تجربة العمل الوطني وانتقد من سموا انفسهم بقيادات العمل الوطني حين سقطت تجربتهم بايديهم …
نهاد حشيشو لم يكن ميرابو ولم يكن عبد الناصر ولم يكن غيفارا ولم يكن ميكيافللي ..ولم يكن جبران …بل كان كل هؤلاء في ان
كان الاعلام وسيلة لايصال رسائله الى من يريد مراسلتهم ..امتطى صهوة الاعلام فارسا سيفه ورمحة الورقة والقلم
نهاد حشيشو كبير بلا نياشين ولا اوسمه لان لسانه لم يقل الا الحق ولان فكره لم يختزن سوى طرق النضال من اجل الدفاع عن الانسان وحمايه حقة في الحرية والحياة
سلام لنهاد حشيشو الاستاذ والمناضل والكاتب والمفكر والاعلامي وفوق كل ذلك صاحب الكلمة الحرة .

زر الذهاب إلى الأعلى