بأقلامنا

كلمة د.محمد فقيه باسم ملتقى الجمعيات الاهلية في حفل افتتاح معرض الكتاب العربي الخامس في صور

 

في زمن باتت فيه أمة “إقرأ” لا تقرأ،

وفي زمن سقط فيه  شعار “خير جليس في الأنام كتاب” يأتي افتتاح هذا المعرض ليقول لنا :الكتاب لن يموت.

وليقول لنا :يجب ان نقرأ حتى لا نفقد الذاكرة والتاريخ….

ولا أخفي أنني تعجّبت للوهلة الأولى عندما قرأت خبر المعرض وساءلت نفسيَ:

من يتجرّأ على أن يطلق معرِضاً للكتاب في هذه الأيّام؟

من ذا يغامر فيحمل شمعة يضيئها في زمن العواصف والأرياح؟

وأي شغف بالكلمة  ينتاب صديقَنا د.عماد سعيد فيدفعُه إلى ارتكاب “إثم” التحدّي والإصرار في وطن الجلجلة والخيبات والنكبات ؟

 

علاماتِ الاستفهام هذه سرعان ما انطوت وانسحبت عندما تذكرتُ أننا في  صور مدينة الحرف المضيء التي جعلت من مياه بحرها محابر

ومن تين الجبل العاملي وزيتونه أقلاما ودواة.

لا الحرف ولا الكتاب كانا في يوم من الأيام غريبين فيها وعنها ولا كانا غريبين في جبل عامل وقد كان على مر العصور والدهور عامرا بالعلم آهلا بالعلماء زاخرا بالكتب والمكتبات التي كانت مملؤة بالقيّم من الكتب والنفائس من المخطوطات

وزّع علماءه في أرجاء المعمورة ففتحوا المدارس واحيوا العلوم الدوارس وكانوا الأوائل في عصورهم وأيامهم.

وزال التعجب والاستفهام عندما قرأت عنوان المعرض وشعارُه :”لا للتطبيع”  فهو لازمة يكرّرها الصغار والكبار في هذه البقعة المضيئة من لبنان و كيف لا وبين ايديهم  كتاب خطّه لهم الامامُ السيد موسى الصدر بحبر الدمع والدم لم ولن يحيدوا عنه :اسرائيل شر مطلقٌ والتعامل معها حرام..

 

باسم ملتقى الجمعيات الاهلية في صور ومنطقتها  نبارك ل”هلا صور” هذا الانجاز وهذا الاصرار على نشر الثقافة وحمل لواء القيم الأصيلة ونحن في هذا الملتقى مع خيرة ابناء صور ومنطقتها إنما نؤسس لتجربة غنيّة ومسيرة ثريّة شكّلت نقطة مضيئة وعلامة مميّزة في العمل الثقافي والاجتماعي ونحن على يقين بأن دائرتنا ستتسع في القادم من الأيام.

حمى الله لبناننا من كل سوء

حمى الله صور واهل صور .

زر الذهاب إلى الأعلى