بأقلامنا

وأنتم من؟ …على هامش التظاهرات ضد فرنسا الهمجية! بقلم جهاد أيوب

مس وبسبب زحمة السير الخانقة، واجراءات أمن الدولة وحاجزهم العجيب الباحث عن المتطفلين بحجة التظاهر ضد أفتعال فرنسا سياسة شتم رسول الأخلاق وسيد البشرية الانسانية والعدالة…وقفنا أكثر من أربع ساعات ونصف من الدامور إلى خلدة…والنتيجة زحمة سير خانقة جعلتنا نتعرف على وجوه الناس الغلابة الطائفية القلقة الباحثة عن وطن يهرول إلى المجهول، وكانت المفاجأة بالنسبة لي وربما لغيري، خاصة حينما تم إيقاف وتفتيش باصات متجهة إلى مكان التجمع في بيروت للتظاهر !
لقد تعودنا الوقوف في تلك الأماكن، ننتظر الفرج كي نمر، ننتظر رحمة زعران قطاع الطريق كي نصلي لرب الكون في الموعد المحدد ولا نستطيع ممارسة شعائرنا الدينية بسبب همجية قطاع الطريق بحجة خرف وهبل ثورتهم التابعة للسفارة الأميركية من خلال شعار قطع الطريق!
منذ ذلك الوقت ونحن نتعرف على وجوه قطاع الطريق الزعران، والمفاجأة أن هؤلاء الذين اعتدنا مشاهدتهم يشتمون الغلابة، يتطاولون على دين، وطوائف، وزعامات، وأفكار، ومرضى، وفقراء الآخرين يستقلون حافلات التظاهرات استنكاراً ومحبة للرسول عليه السلام والصلاة!
نعم من كان يقطع طريق الجية، والدامور والناعمة وخلدة وكل المناطق التي توصلنا بمدينة بيروت ” كل يوم أمر عبر الاوتستراد الدولي معتقداً أنني أنتمي إلى وطن لأكتشف أنني في مزارع لا تنتمي إلى البشرية وكوكب الأرض” ، من كان يقطع الطرقات يريد أن يقنعنا اليوم أنه ضد شتم رسول البشرية !؟!
كيف تريدني أن اصدق بأنك تحب الرسول اليوم، وأنت بالأمس تقطع رزق أبناء الرسول، وتشتم أمة الرسول، وتتعامل مع محبي الرسول كما لو كانوا من الحيونات، لم تحترم دينهم، ولا طوائفهم، ولا رسالة محمدهم، ولا أخلاق الرسول الأكرم في احترام رعيته وأهله وجماهيره!
انا لا ادافع عن ما وصلت إليه فرنسا من تخلف ثقافي مخجل، وضد كذبة فولتير، والعقلانية الفرنسية الماجنة، واعتمادها بث الكراهية الإنسانية، والفوقية العنصرية، إن تناقض روح ثورة فرنسا أصبحت ميراثاً عصرياً لا وجود لعصر الأنوار فيها، بل الكراهية الشتيمة الحقد هي فرنسا اليوم التي زرعت جماعات تكفيرية في بلادنا فانقلبيت هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة عليها !
نحن وبكل وضوح أقرب في تصرفاتنا مع بعضنا من تصرفات فرنسا، لا بل نحن ضد بعضنا، وتكفير بعضنا أوقح واسوأ من تصرفات فرنسا…نعم من شاهدتهم بالأمس لا يختلفون تخلفاً وارهاباً عن فرنسا الآن!
أخلاق المسلمين مأزومة، لذلك لا عجب إن تعاملت معنا فرنسا أو غيرها بهذه الهمجية، ونحن لم يعد عند غالبيتنا الأخلاق الإسلامية الإنسانية!
علينا قراءة تصرفاتنا التي نمارسها يومياً بعقلية العصر الجاهلي وندعي أننا من المسلمين، ونحب رسول الله وأصحابه، وأهل بيته وكتابه!
علينا معرفة من نحن، وكيف نتصرف مع أهلنا ومن هم من ديننا وجيراننا وأخوتنا وأهل بيت محمد حتى نحاسب الآخرين، ونقول لهم:” أنتم تظلموننا، وتشوهون صورتنا”!
نعم يوجد منا من قال “الله أكبر” وقام بذبح المسلم، نعم يوجد منا من كان يصلي وما أن انتهى حتى فجر نفسه بمساجد الرحمن، نعم يوجد منا من هجر المسلمين، واغتصب عرض وشرف المسلمين، وقتل أطفال المسلمين، ومارس إرهاباً لا يوصف في الجريمة ضد المسلمين، ومع ذلك نستغرب افتعال فرنسا لهذه الهمجية المعاصرة!
لا ندافع عن غيبوبة فرنسا، وما سيتبعها من حماقات في الغرب ضد الإسلام، ولكن، ومن واجب الإسلام ونبي الإسلام أن يسأل أنتم كمسلمين ماذا فعلتم بالإسلام، برسول الإسلام، بأهل بيت رسول الإسلام، بأصحاب رسول الله، بكتاب رسول الإسلام، بمساجد الإسلام، بفكر الإسلام ورسوله، بأرض الإسلام، كيف خنتم فلسطين، وغدرتم بكل مقاومة تدافع عن فلسطين والعرب والإسلام والمسيحية؟!
هل تريدون فتح ملفات كيف أصبح المسلم رحيم على الأعداء، وشديد على أهله، وكيف دمر سوريا، واحرق ليبيا، وأفقر مصر، واعتقل السودان بسجن الحرمان، وأبكى اليمن، وهجر أهل البحرين، ويشتت شباب المغرب والجزائر في الغرب، وخان فلسطين المحتلة، وفجر في لبنان، ويغتال من لا يطبع من عدو الأمة والكتاب والأنبياء، ويتكالب لينام في حصن من يحتل شرفه وعرضه، وينفق الملايين كي يدمر بلاد المسلمين، واستبدل العدو الصهيوني بعدو إسلامي؟
قبل انتقاد الآخرين، عليكم يا بقايا المسلمين أن تنتقدوا انفسكم، تصرفاتكم، همجيتكم بحق دينكم، والدماء الذي تسكبونه حقداً في كل لحظة ضد المسلمين، وإعادة ترميم صورتكم وفكركم وعقائدكم المشوهة بحقدقم، ومن ثم اتحدوا حتى تنتصروا على الأعداء، وتكسبوا احترام الآخرين!
رسول البشرية لا يحترم من يدعي محبته ويقتل جماعاته، ويغتصب أهله، ويشتت اطفاله وأفكاره وكتابه…انهضوا من غيبوبة حقدكم على كتابكم وبعضكم ودينكم حتى نصدقكم بأنكم مسلمين تحبون الرسول محمد علية الصلاة والسلام!

زر الذهاب إلى الأعلى