بأقلامنا

ايها التاريخ تألق و إنظر شموع الاجساد المزروعة في الأرض بقلم الأديب بسام بزون

ايها التاريخ تألق و إنظر شموع الاجساد المزروعة في الارض الطهر … ايها التاريخ ها نحن و بالدم نكتبك حتى لصار دمنا مداد الحرية يكتب على صفحات تاريخ الشعوب … ففي كل يوم نكتب على سديم السماء صفحة عز و مجد لوطننا … في كل لحظة نقدم أجسادنا قرابين الحرية و العزة و الكرامة التزاما بتعاليم الامام القائد السيد موسى الصدر و بنهج آل البيت الاطهار ذودا عن وطننا و رفضا للذل و الحرمان …

باللحم العاري .. بالعظام نتخذها سيوفا و مخارز نقاوم بها عيون المحتلين الصهاينة الطغاة …

يومها كانت اوراق الشجر تتطاير في ربوع الجنوب .. و كانت زبقين تلك البلدة الوادعة تغازل موج البحر من عليائها و تزهو برجال الصدر الاوفياء .. يومها حاول الصهاينة تدنيس ارضها بطائرتهم المروحية لكن الشهيد القائد عماد جهمي كان أقسم بالامام الصدر انهم لن ينزلوا من طائرتهم الا الى أكياس النايلون .. حمل سلاحه و إنبرى يذيقهم لهيب الموت حتى جعل طائرتهم كعصف مأكول و رفض إلا أن يغسل الارض من دنسهم بدمه فزرع جسده في الارض الطهر .. في 21 ايلول و ظل جسده ثلاثا يسقي التراب حتى نقطة الدم الاخيرة و ارتفع شهيدا مزهوا بإخوة له يقاتلون الاعداء و يلزمونهم بالانسحاب و عاد عماد رضا جهمي الى بلدته و دمعتان على وجه أمه .. دمعة الالم لفقد عزيز غال .. و دمعة عز و فخر بزنود لقنت الاعداء درسا في المواجهة و الانتصار … عماد جهمي ايها الراحل المحلق دوما في سمائنا كنسر يحرس انتصاراتنا و يسكن أعالي القلوب و بين ضفاف الصدور .. عماد ايها الكشفي الذي غرس حب الامام الصدر في قلبه و عقله و كل ممارساته .. عماد ياب الصياد على شواطىء صور .. عماد يابن التقية التي ظللت عقودا ثلاثة و نيف تنتظر اللقاء حتى أذن الرحمان …

عماد اليوم يعانق في السماء إخوانه الشهداء … يعانق والديه … يفتخر بحامل أمانة الامام و يدعو للأمين بالنصر و التوفيق …يدعو للمقاومين .. الا أن النصر قاب قوسين ..

الشهيد عماد جهمي .. لم يك ثريا و غنيا إلا بإيمانه فبلغ عنان السماء …

الشهيد عماد و الشهيد حسين فرحات .. و إخوانهم لا زالت شقائق النعمان تنبت كل عام تحمل لون دمكم .. و لا زال صدى أزيز رصاصكم يقلق الاعداء و المتآمرين و لا زال القسم .. في ذكرى شهادتكم الف تحية و عهد للالتزام و الوفاء بالخط و النهج ….لا زلتم تلوحون لاخوانكم المقاومين على تخوم الوطن برايات النصر و العزة و الكرامة …

في ايلول شهر الشهادة و اسقاط الطائرة الاسرائيلية في زبقين يتجدد العهد بالحفاظ على الوطن الارض و العرض ..بالدم و الروح …

23 ايلول 1985

زر الذهاب إلى الأعلى