بأقلامنا

من غيرك دولة الرئيس يمحو رسم الأحزان؟ بقلم الدكتور محمد قاسم فقيه

ذكّر رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في كلمته في جلسة مجلس النواب الأخيرة بسلة الأهداف التي طالما  نادى بها في مناسبات عديدة وشكّلت خريطة طريق للعبور الى شاطىء الأمان والدواء الشافي للكثير من الأمراض التي أنهكت الجسد اللبناني وأدخلته مدرّجا بدمائه غرف العناية الفائقة مرات عديدة واستدعت الاستعانة بجرّاحين من الداخل والخارج.

طالب بدولة مدنية ليتأكّد اللبناني أنه مواطن في بلده وللطوائف الحق في وجودها وحقوقها من خلال مجلس للشيوخ.

وتطلّع إلى قانون انتخابات نيابيّة من دون عائق مناطقي او مذهبي والاقتراع في أماكن السكن

وقضاء مستقل…

ودعا إلى توحيد الضرائب على أن تكون تصاعدية وتأمين ضمان اجتماعي للجميع ومحاربة الفساد…

 

ثم أكّد بعد أسبوع في دردشة مع الاعلاميين، ان “لا حل ولا خلاص للبنان إلا بأن يمتلك الجميع جرأة وشجاعة الذهاب نحو الدولة المدنية، فخلاص لبنان لا يكون إلا بالإقدام على هذه العملية الجراحية الدستورية”. وسأل: “إذا كان ذلك مستندا على قاعدتين أساسيتين هما الحفاظ على الدستور وحفظ حقوق الاديان والطوائف، فما الذي يمنعنا من القيام بهذا الامر؟”.

لقد شكّلت دعوة الرئيس بري فرصة للخروج من النفق اللبناني المظلم ودواء ناجعا للشفاء من الأمراض المستعصية والفيروسات القاتلة التي نخرت وتنخر جسد الوطن وتهدد روحه وقلبه وبنيانه.

لقد عوّدنا دولة الرئيس على اطلاق مبادرات وطنية في كل المناسبات فدعا مرارا وتكرارا الى  الغاء الطائفية السياسية والوكالات الحصرية وأطلق الحوار الوطني في محطات كثيرة كان اللبنانيون فيها مصلوبين على الحائط او بدأوا ينصبون الحواجز والمتاريس في ما بينهم وأعطى جرعات الأمل للبنانيين في وقت كان تسرب فيه اليأس الى قلوبهم.

كان ينتظر دائما من يلاقيه وسط الطريق ولكن شبكة المصالح الطائفية والحزبية والشخصية كانت بالمرصاد.

اكتفى بالدعوة الى مشروعه عبر المؤسسات الرسمية ومخاطبة زعماء الطوائف والأحزاب على أمل التجاوب مع دعوته وملاقاته  ولكن لا مجيب…

فهل تتوقف الدعوة هذه المرة عند هذا الحد؟ أم سيتبعها خطوات على الأرض تؤسس لضغط يحدث تغييرا ولو بسيطا في جدار الأزمات التي تفرّخ كل يوم؟.

إن حركة أمل التي قاومت المحتل الاسرائيلي وحاربت الحرمان مدعوة اليوم لمواكبة مبادرة رئيسها في الساحات والسعي لإحداث التغيير الديمقراطي على الأرض والكل يشهد بأنها تستطيع ان تحقق الكتير بما تملكه من حضور في النقابات والروابط والمجتمع  المدني وفي صفوف الشباب الذين ينتظرون الاشارة للتحرك والتظاهر من أجل المطالبة بإحداث التغيير المنشود والمرغوب.

على الحركة ان تستخدم حيويتها المتجددة باستمرار  وتسخّر  الطاقات كلّها في سبيل إحداث التحوّل المطلوب وإنقاذ لبنان وهي بالطبع لن تكون وحيدة في هذه المعركة المصيرية التي سترسم نتائجها وجه لبنان الجديد.

متى تضع حركة أمل عن أكتافها حمولة الحكمة الزائدة؟ ومتى تعيد تزييت محركاتها الداخلية لتؤكد ريادتها وتزيد بريقها ولمعانها؟!..

الأرض متعطشة لأقدام الاحرار المخلصين لهذا الوطن وتتطلع الى تحرك وتواصل وتعاون مع القوى السياسية والشعبية الشريفة  من أجل تحقيق ما دعا إليه الرئيس نبيه بري وما يدعو إليه الكثيرون من رجالات لبنان الأحرار.

الكل يشهد بأن هذا النظام قد مات ويقف اللبنانيون اليوم أمام فرصة تاريخية ليدفنوه، فمن غيرك دولة الرئيس يقدّم للبنانيين نظاما جديدا يجعلهم يطمئنون لمصيرهم ومستقبل اولادهم؟ من غيرك يمحو رسم الأحزان عن وجه لبنان؟.

زر الذهاب إلى الأعلى