بأقلامنا

لا ثقافة في ثقافة المدعي ثقافة بقلم// جهاد أيوب

الثقافة لا تعني قراءة كتاب، أو كتابة قصيدة، أو التعرف على اللغة العربية وما شابه، الثقافة موروث إنساني تتراكم فيها التجارب حتى تصبح حالة تنشر على الوجود المواقف، والعبر، والصواب من ناحية إنسانية!
ثقافة من دون الموقف الذي يصب في صالح الوطن والإنسان والحرية ليست ثقافة، بل هي وظيفة عند شخصية فاشلة، لم تجد لها وظيفة أو مساحة بين الناس فقررت هذه الشخصية أن تعربش على سلم الثقافة، وخاصة في الشعر والكتابة كي تقول أنا هنا!
ثقافة من دون موقف إنساني هي حالة من الضياع، والبحت عن الرزق والوظيفة ليس أكثر!
كيف تريدني أن احترمك واحترم كتاباتك أو كتبك بمختلف أنواع الكتابة وما أن أتعرف عليك شخصياً اجدك مساح الجوخ، وتكاذب في المواقف، ووقوف على باب الجلاد والفاسد والخائن بحجة الانفتاح، او تكون الحجة عوزك المادي؟!
هنا تسقط بنظر من صدق انك من المثقفين، وكلامك المنمق لا يفيدك، ولغتك تصبح عاراً تهرول من لسانك وقلمك…!
للأسف نحن في زمن الثقافة وظيفة، ومساحة للفاشلين في الحياة، لذلك لا عجب من يدعيها انه لا يعرف الحق من الباطل، ويقف بجانب الظالم بحجة الانفتاح، ويصر أن يوزع شهادات وهو ورقة مكشوفة يدوسها ذاك الفاسد الذي وظف المثقف في مكتبه أو ملعبه!
المثقف لا يستطيع أن ينسجم مع السلطة حتى لو كان الحاكم الزعيم عادلاً، وبمجرد وجود شخصية مظلومة على هذا المثقف أن يناصرة، ووجب عليه أن يقف إلى جانب المظلوم مهما أغدق ذاك السلطان على المثقف من مال وخدمات، وتسهيل لحياته!
دور المثقف اليوم مسؤولية إنسانية ووطنية قبل التنظير الأدبي والعلمي والفكري، والأهم أن يدرك المثقف أن وجوده لا يكبر ويتكاثر إلا من خلال إيمانه بالحرية وبحرية غيره، وهنا المسؤولية الكبيرة في وجوده الذي أصبح قادراً على أن يميز بين الحق وبين الباطل، بين الخائن وبين المقاوم، بين الفاسد وبين الشريف…
ما قيمة الثقافة إذا كان من يدعيها مجرد خيمة لفاسد ومغتصب الأوطان وسارق لقمة العيش!
ما قيمة المثقف إذا كان همه أن بجلد صاحب الحق، ويصمت عن الجلاد الذي أصبح هو!
ما قيمة الثقافة إذا لم يناضل صاحبها من أجل الإضاح والشمس حتى لو أحرقته!
ما قيمة المثقف إذا ساير هذا وذاك رغم رخص مواقفه من أجل خدمة إعلامية أو مالية!
نعم نحن في زمن الثقافة تهمة، والمثقف راعي في بلاط الجلاد من أجل أن يقلد المسؤول وإبن الزعيم من أجل العيش في قصر ومع سيارة فاخرة!
الكتابة من أجل الكتابة لعبة الوصوليين!
الثقافة من أجل الشهرة رغوة صابون زائفة!
الصوت من دون هدف ثرثرات للفت النظر!
تغاضي المثقف عن تصرفات من خان التراب والحرف يعني شيطان أخرس شاركه جريمته!
صحيح لا ثقافة في الثقافة العربية بسبب انتشار هذه النوعية، ولكن من المستحيل حينما نجلس مع وحدتنا لا نعرف من نحن…ولماذا نحن العربية الثقافية لم تعد تعرف من نحن!

زر الذهاب إلى الأعلى