بأقلامنا

      المسحراتي.  (( ابوسمير صبراوى ))  بقلم الدكتور حسن سلمان فاخوري

   

 

رمضان شهر ألرهبة وألصوفية ينظري , أحيانا  عاصف ماطر  واحيانا صحو جميل ,

 

, يتاقلم فيه جارنا الحاج( أبو سمير) المسحراتي مع الوضع , ينطلق فيه تقريبا عند منتصف الليل

 

خارقا ظلمته واسوداده, متحديا الكلاب الشارده , النابحه , ليجوب الحارات والأزقه, حاملا طبلته و

 

العصاة الصغيره, قارعا عليها بإنتظام , وكانه موسيقي مخضرم بصوته الرخيم المميز ( يا عباد الله

 

توبوا ) ومازال الصوت يرن في اذني , وأنا الصغير الملتحف المخبئ رأسه تحت الوساده ,مكبرا

 

فيه جرأته , موحيا لداخلي برهبة من نوع خاص نحو الباري , وبعض الاحيان يغير العباره ( وحدوا

 

الله يا نائمين) والاهم من ذلك انه مختار المدينه, ذاكرا الاسماء والالقاب دون خطأ مذكرا الناس

 

بضرورة القيام للأكل, واكثر ما لفت نظري أيضا تجواله يوم الاحتلال الصهيوني, وكان يومها

 

ممنوع التجول, فقد كان يوحد الله بطبلته  فوق ظهر الدبابه بعد إلقاءالقبض عليه, والنازيون الجدد

 

يحاولون منعه . صارخين به إلتزام الصمت وهو لا يهتم للصراخ , مكررا التوحيد وكأن ماجرى لا

 

يعنيه, وجميع الناس تدلي روؤسها من النوافذ مكبرة الجراه , وبعد أن ياخذ نصيبه من اللطمات,

 

يترك وشأنه فيقفز من على ظهر الجنازير صارخا الله أكبر يا عباد الله أستفيقوا ., وما أن يبتعد قليلا

 

حتى يعلو الصوت( لكل ظلم نهايه) اما في الاشهر الراعده القاصفه , فلا بد من إكمال واجبه , حيث

 

يختبئ برفوف الدكاكين والمحلات, راكضابسرعة البرق, غير مبال بما يجري , حتى يقترب الفجر

 

وقبل أن يبان الخيط الأبيض من الأسود , عندها يتوقف الناس عن الأكل وبعد ذلك يرجع أبو سمير

 

إلى بيته ليأخذ زاده كغيره, وفي أواخر رمضان, تلتمس الناس رؤيةالهلال وعمره مع المسحراتي,

 

والفتاوى الصادره, حيث يقف كل واحد من المتهمين بالامر, مقابل السماء مراقبا, وكأنه عالم من

 

علماء الفلك,والصحيح أن أستمراريه الصيام تؤكده أو تنفيه طبلة المسحراتي, وعند بداية ألعيد يحمل

 

علبه ممتلئه بالدراهم المبعثره, قائلا كل عيد وأنتم بخير, إلى ان اجتمعت عائلته في احد الأعياد فوق

 

رأسه موكله إتمام المهمه لولده كمسحراتي لرمضان

 

 

د_ حسن  سلمان فاخوري_ صور

زر الذهاب إلى الأعلى