بأقلامنا

ظاهرة الإنتحار بقلم السيد هاشم فضل الله

هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع والناتجة عن أسباب كثيرة تنتهي بمأساة انسانية حيث يضع الشخص نهاية لحياته بنفسه فيقدم على الإنتحار بطرق مختلفة وإذا كان الإنتحار ظاهرة قديمة في المجتمعات يلجأ إليها غالبا المنتحر الذي سدّت بوجهه سبل الحياة وآيس من رحمة ربّه واسودّت الدنيا بوجهه فأصبحت الحياة لديه لا تساوي الموت بل الموت أفضل عند المنتحر وقد يحدث الإنتحار نتيجة إحباط وفشل يصاب به المنتحر قبل إقدامه على وضع حدّ لحياته نتيجة ظروف صعبة قد تكون عاطفية أو نفسية أو حالة مرضيّة أو ضائقة ماليّة وما يهمنا اليوم هو الحديث عن الأزمات التي نعيشها ونتعرض لها وهي أزمات ماليّة بسبب الوضع الإقتصادي الذي ينهار تحت وطأة هبوط سعر الليرة مقابل الدولار وارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش الجنوني وإذا كان الفرد قد اعتاد على نظام معيشي وكان يتدبر أمر معيشته بما تيسر له في السابق فاليوم يتعرض لأسوأ أزمة معيشية فلم يعد قادرا على تأمين خبز يومه وقوت عياله فماذا يفعل؟ إنه سؤال كبير وخطير حتى الآن لا إجابات عليه إذا كانت أبواب المعيشة قد أقفلت أبوابها أمام الناس وأصبحت غالبية القوم تعيش ظروفا صعبة فما هو الحل وما هو الخرج من هذه الحالة ؟ إنها أزمة بكل معاني الكلام فقد أقفلت الحلول وسدّت الأبواب وأصبح الإنتحار أهون الحلول عند من فقد كل أمل في عيش كريم وما لجأ اليه الشاب المنتحر أخيرا هو خير مثال عما نقول وإذا كان الإنتحار بحد ذاته عملا محرما وهو قتل للنفس فإن أسبابه الموجبة قد تخفّف عن المنتحر الإدانة لخلفية الأسباب الضاغطة الخانقة وإذا كانت الطرق قد أقفلت وسدّت فما هو الحل ومن أين المخرج ؟ إن مجتمعنا يعيش الأزمات تلو الأزمات والسقوط المدّوي للمعيشة فالواجب تحصين المجتمع والشعور بالمسؤولية اتجاه الناس كي لا نسقط جميعا في مهاوي المهالك ويصبح الإنتحار حالة عادية بدلا من كونه حالى شاذة مرضية ويصبح مبرّرا له أسبابه الدافعة اليه ويعمّ المجتمع ثم يلجأ اليه كل فرد أحس بأنه واقع في ضيق من عيش وضنك من رزق وبالتالي يصبح الشواذ قاعدة وتستمر حالة الإنحراف والفوضى التي تدمّر الأخلاق والمجتمع وتفقده القيم والمباديء التي يقوم عليها والتي تشكل بنيانه ودعائمه السليمة ويفقد إيمانه بالله تعالى ويسقط في مهاوي الهلاك والندم حيث لا مندم

زر الذهاب إلى الأعلى