بأقلامنا

نحن جيل المعاناة بقلم السيد هاشم فضل الله

لست أدري هل هي الحياة تسير على وتيرة واحدة وعلى نهج مقدّر تقديرا أم أننا من جيل كتب علينا المعاناة والعيش في ظل الحروب والمشاكل فمنذ الطفولة وعينا وتفتحت عيوننا على عدوان غاشم واحتلال لأراضينا فضلا عن إحتلال فلسطين العربية وتشريد أهلها من ديارهم والفتك بهم وما جلب هذا من ويلات وقتل وحروب لا زالت مستمرة بل نحن في قلب الأحداث وعين المشاكل عن ماذا نتحدث ؟ هل عشتم حرب ال1967 والنكسة الأليمة ،والتي تركت جرحا فينا لا يندمل هل عشتم زمن جمال عبد الناصر هذا البطل العربي الذي حاول كتابة المجد لكنه فشل بسبب التآمر عليه ، ثم مات من القهر ، هل عشتم زمن العمل الفدائي وما رافقه من صولات وجولات في ميادين الشرف والعزة كنا ننتقل من بلاء الى بلاء والعدوّ متربص بنا الدوائر ونحن أمّة لا ندري كيف أضعنا أمجادنا واستسلمنا للقهر والعذاب واجترار الماضي دون الاستفادة منه ، نحن أمة استطاع العدو تمزيق صفوفها وتفريقها الى دول ومجموعات وقبائل متناحرة متصارعة فيما بينها لم نجتمع يوما لنتفق على عدو واحد ظلوم غشوم وكلنا يقرّ ويعترف بظلمه وغدره واغتصابه للأرض والبلاد ومن ظلم الدهر أن العالم يقف ويسانده دون النظر للعدل والحق والإنصاف إننا في زمن المعاناة عشناها ونعيشها كل لحظات الزمن هل هي قدرنا المكتوب أم نحن من نكتب القدر المهزوم ونستسلم له مخادعين أنفسنا لنقول أن الله كتب لنا هذا ولكن بقليل من التدبر والتأمّل ندرك مغالطة هذه الفرضية التي لا تستند الى قاعدة فكرية أو شرعية فالقدر كما يفهمه العقلاء هو من نكتبه ونصنعه وهذا مدار حريتنا وعملنا ومن القدر ما هو من الغيب المرسوم ، ونحن نكتب قدرنا بايدينا وهذا هو الأصل لكن عندما نعجز نلقي التهمة على الاقدار فالى متى نحن في حالة عجز وانحطاط وتخلف ؟ إننا في زمن المعاناة فمن حرب ال1967 والنكسة الكبرى الى احداث 1975_1976 وما رافق ذلك من عبث وقتل ومجازر رهيبة يندى لها التاريخ الى الاحتلال الغاشم من قبل الصهيونية الغاصبة للارض المبيدة لشعب باكمله الى احتلال بيروت 1982 كل هذا ونحن في قلب المعاناة ، وجيلنا لم يرتح منذ الولادة ن لانه عاصر الظلم والبغي وعايش المآسي الرهيبة ولا زال ، ولا يكفينا المعاناة الاجتماعية والاقتصادية والغلاء الفاحش ومشكلة الليرة والبطالة والكثير من المشاكل حتى نزلت بنا اليوم جائحة الكورونا فزادت البلاء بلاء والمأساة مأساة وان تسأل من حولك من الناس هل أنتم مرتاحون يجيبوك بسرعة لا مكان للراحة في هذا الزمن العنيد نحن جيل المعاناة حقا فهل من معترض ؟

زر الذهاب إلى الأعلى