بأقلامنا

كلمة موجهة للذين يقفون بوجه السلاح المقاوم بقلم السيد هاشم فضل الله

يقف الرأي العام اليوم مشغولا بما أثارته بعض الأبواق الإعلامية والشبيبة التي دعت الى المظاهرة ضد سلاح المقاومة وتريد أن تعبث بهذا الوطن وقليل من التأمل لو استمعنا الى صوت العقل والوعي ونظرنا قليلا وعدنا الى تاريخنا القريب والعريق لوجدنا ان المقاومة كانت ردة فعل طبيعية على العدوان الغاشم الذي اخترق الأرض واحتلها وجثم عليها ونحن من جيل لا ننسى ولن ننسى تلك الأيام العصيبة التي كانت فيها إسرائيل تعرّبد في سمائنا بطائرتها وتقصف مدننا وقرانا وتفتك بالأبرياء وتدمّر البيوت وقدعشنا ويلات الحروب ومآسيها المرّة وما كان يصيب الأطفال والنساء من رعب كان يمارسه العدو على أرضنا بطائراته ودباباته وصواريخه المدمرة وهل هناك شك بأن إسرائيل دولة عدوانية تغتصب الأرض وتعتدي على الناس دون مراعاة لضمير ولا قانون من يجرؤ أن يبرر لإسرائيل افعالها الا من كان تابعا وعميلا وفاسدا والسؤال الذي يطرح ماذا كان على الناس أن تفعل عندما دخل العدو أرض بلادنا واحتل لبنان ووصل للعاصمة بيروت وأهلك الحرث والنسل وعاث فسادا في الأرض أكان لزاما علينا أن نرضخ للعدوان ونسلّمه البلاد على طبق من فضة ؟ أم أن الواجب والحق يتطلب الوقوف والدفاع عن النفس وهذا أبسط التقدير واقل الواجب أن يدافع المرء عن نفسه وعن حقه في الوجود والحياة وهذا ما تسمح به كل شرائع الكون الدنيوية منها والسماوية وهذا ما فعلته يد المقاومة العنيدة وفيها الأبطال الشجعان وتسنى لها قادة نرفع الرؤوس بهم لا يلينون ولا يستكينون هم مجد هذه الامة منهم سقط شهداء على درب الدفاع عن المظلومين والمضطهدين وشمخت بهم الأمة وتحرّرت بفضل سواعدهم الفتية الارض الطيبة أرض آبائنا وأجدادنا ولن نتركها لقمة سائغة لكل عميل أو محتل غاصب إن تراثنا وأمجادنا فخر وجودنا وهذا ما يمنع علينا الخنوع والذل والإستسلام بل إن رؤوسنا ستبقى مرفوعة عالية بفضل هؤلاء الابطال الذين يعشقون الشهادة ويقتحمون الاهوال وهم في غاية الشوق للموت شهداء وقديما قال سيدهم أبالموت تخوفني ؟ فالموت أحب الي من العيش بدنيا الذل والعار هذا السلاح الذي حمى البلاد والعباد ورفع الرؤوس وأرخ مجدا للتاريخ لا تمحوه الأيام كيف لفئة لا تدري ماذا تقول وماذل تطلب أن تأتي وتطالب بنزع السلاح او لا للسلاح هذه الفئة لا تفكير عندها ولا تدري ما وراء كلامها أين بديلكم ؟ أين الحلول أين لو جاء العدو الغادر المعروف بغدره ومكره وعادت دباباته تخترق البلاد وتقصف القرى والمدن ؟ من يدافع من يحمي ؟ هل عاقل يترك نفسه عاريا ازاء عدو شرس لا يفهم الا لغة القوة ومن يحمي البلاد رب قائل هذا حق الدولة جميل أين هي الدولة أين قوتها أين سلاحها الثقيل ؟ كلام فارغ من المضمون ومن يقوله يدرك أنه في هلوسة ما هي قوة الدولة ؟ وهل باستطاعتها تحمّل هذه المسؤولية العظيمة كلام لا منطق فيه لإننا ندرك كلنا أن الدولة عاجزة عن تأمين قوت الناس فكيف لها ان تؤمن الوطن من عدو يملك ترسانة من سلاح لا تقوى دول على مواجهته نعم هذه دول كبيرة وذات فعالية وهي بجانبنا ولم تقدر على الصمود وسلمت نفسها للعدو وسالمته وصالحته رغما عنها فهل نحن اقدر واقوى من هذه البلاد قليلا من التعقل والتأمل أيها السادة إن بلادنا لا يحميها إلا أبناؤها الشجعان الذين أعاروا جماجمهم لله تعالى لا يقبلون الهزيمة إمّا نصر مؤزر وإما موت فيه شهادة وكرامة وهذا ما حصل فعلا في معركتين هما من أخطر المعارك وأشرس الحروب ونحن لا ندري ما الذي يزعج هؤلاء القوم وهذه الشرذمة القليلة من سلاح موجود لا أحد يدري ولا يعلم أحد عنه شيئا وأين يخبّأ إن رفع الصوت لنزعه هو كلام أقل ما يقال فيه أنه كلام فتنة وكلام أناس جهلة لا يدرون ما هو أمامهم ولا ما وراءهم إنهم أبواق فتنة تحركهم سفارات لا تريد الخير لهذا البلد فاتقوا الله أيها الاغبياء في بلدكم ومطلبكم سخيف ولن تصلوا الى مكان هذا السلاح وجد على أيدي مقاومين أشدّاء نادى به عظماء من هذه الأمة كأمثال الإمام الصدر وقبله الإمام شرف الدين للدفاع المقدس عن الأرض والعرض واستمر مع أمناء وقادة هم شرف هذه الأمة وثقتها فلا تحاولوا العبث واللعب بالنار إن من أسقط العدوان ودحر العدوان من الأرض التي ارتوت بدماء شهداء كبار واسقط مشروعا عالميا داعشيا لن تقوى عليه شرذمة قليلة وأصواتا نشازا ليس لطلبها معنى وهو طلب سيء النية أولا وتاليا وأخيرا نقول للذين يطالبون بهذا المطلب المعيب “خيطوا بغير ها المسلة لإن المسلة لإن طلبكم هذا سخيف فلا تجرحوا أيديكم بهذه المسلة

زر الذهاب إلى الأعلى