بأقلامنا

سلام القدس لكم وعليكم بقلم ناصر قنديل

الأعياد هي مواعيد مكرسة مستمدة من احياء ذكرى او القيام بطقس روحي او شعيرة دينية في موعد ثابت وفق تقويم معين، وهي ذات ثلاثة أبعاد، بعد احتفالي ترافقه غالبا رمزيات تتصل بضخ مزيج من الفرح والسعادة والابتسامة لدى المحتفلين بالعيد، وخصوصا الأطفال الذين تتحول الأعياد عندهم الى محطات لازمة للنمو والنضج العاطفي والنفسي وهذا فعل عبقري لاحياء هذه الأعياد والمناسبات، أما البعدان الآخران فهما بعد اجتماعي وبعد ثقافي، البعد الاجتماعي يتمثل بلقاء العائلة ولم شملها وتفقد الأصدقاء والزملاء وتبادل المعايدات والهدايا، وكل هذا احياء وتمتين لروابط وعلاقات تتشكل منها الحياة الاجتماعية، أما البعد الثقافي والذي غالبا ما يتم تغييبه، فله صلة بالدعوة للتعمق في المعاني والأفكار والمفاهيم التي توحي بها المناسبة، فالأعياد التي تتلو الصيام عند المسلمين والمسيحيين، هي محطات للتأمل بمعنى الصيام وصلته بالمحتاجين والفقراء والجياع والفرح بالنعمة وتقاسمها وتشاركها مع هؤلاء، أما الأعياد التي تعقب مناسبات التضحية كمثل رفع السيد المسيح على الصليب وعاشوراء وعيد الأضحى، فتهدف لاحياء هذه القيم واتخاذها منهجا في الحياة برفض الظلم والذل والمساومة على القيم والأخلاق والاستعداد لبذل النفس طلبا للحق، أما أعياد ميلاد الأنبياء فهي أبعد من مجرد تكريس تقويم زمني لبداية عام جديد، ميلادي او هجري، انها اعلان اتخاذ النبي قدوة ومثالا، ولأننا في عشية ميلاد السيد المسيح فلنسأل، هل كان الله عاجزا عن جعل المسيح ملكا، او ثريا او فرعونا، اليس ذا معنى ان يكون معذبا ومنتميا الى بيئة الفقراء والمساكين، وان يكونوا هم جماعته ومؤيدوه، وأن يمضي حياته مبشرا بالثورة على اللصوص والفريسين، وان يختتمها بتراجيديا استشهادية لا تشبهها الا عاشوراء الإمام الحسين، وهل يمكن التحدث عن الميلاد واحيائه دون ان نستذكر كل هذه القيم، ولأن فلسفة احياء المناسبات ممتدة عبر الزمان، ففلسفة الاحياء هي ان تتخذ كل سنة من احداثها في كل بلد او مساحة انسانية مثلا يكون هو الحاضر، فتتركز حوله كلمات العيد والمعايدات – فهل يمكن أن نحيي ميلاد الطفل اليسوع هذه السنة على مساحة العالم كله دون أن نعيش لحظة تفكر بأحوال #أطفال_غزة وأن ننتبه الى أن المغارة هي غزة وركام بيوتها وحاراتها، وأن النور سوف يعم العالم وينتشر في الأرجاء من معاناة هؤلاء الأطفال ومن وسط هذه المغارة – #ميلاد_مجيد و #كل_عام_وانتم_بخير – سلام القدس لكم وعليكم دائما وأبدا – ناصر قنديل

زر الذهاب إلى الأعلى