بأقلامنا

المفسدون في الأرض بقلم السيد هاشم فضل الله

من روائع ما كتب طه حسين المفكر المصري كتابه المعروف ” المعذبون في الأرض ” فكتب عنهم فوصفهم وذكر فقرهم ومعاناتهم ، وحزنهم وبؤسهم ، وأظهر مظلومية هؤلاء الناس الذين لا حول لهم ولا قوة وكيف يعيشون البؤس والشقاء ، فهؤلاء يستحقون الحياة الكريمة ، ولا بدّ من الإهتمام بهم ، فهم بشر يجب أن تحترم حقوقهم وأن تكون لهم حياة حرة كريمة عزيزة ، و مع أهمية هذا الكتاب وسمو تفكير الكاتب القدير طه حسين كنت اتمنى أن يردف كتابه هذا “المعذبون في الأرض” بكتاب آخر وهو المفسدون والمستكبرون في الأرض، لإن سبب تعاسة هؤلاء الذين يتعذبون في الارض وجود هؤلاء المستكبرين والفاسدين ، الذين يتسلطون على الناس فيعاملونهم كأنهم عبيد لهم فيحرمونهم الحرية ، ويتأمرون عليهم كأنّما هم عبيد لهم ،خلقهم الله تعالى لخدمتهم ومن أجلهم ، هؤلاء المفسدون هم السارقون والناهبون لاموال الناس والمتسلطون على رقابهم والساعون في الارض الفساد فهم هم أصل البلاء وعلّة العلل ،فهم ينشرون الفوضى والظلم أينما كانوا ، فهم أبالسة في ثياب بشر ،هؤلاء يجب محاربتهم وإجتثاثهم من الجذور إن أول مفسد في الأرض هو قابيل الذي قتل أخاه هابيل ظلما وعتوا ، فماهي القصة كان هابيل يعمل راعياً للأغنام، أمّا قابيل فكان يعمل في زراعة الأرض، واتفقا أن يقدّما كلٌ منهما قرباناً لله تعالى تقرباً منه وطلباً لرضاه، فقدّم قابيل قربانه من مزروعاته التالفة والسيئة الجودة واحتفظ بالمزروعات الجيدة لنفسه، أمّا هابيل فقدم قربانه من أجود ما لديه من الأغنام طلباً لرضوان الله عزّ وجلّ، فتقبّل الله تعالى قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وكان ذلك لطهارة قلب هابيل وصفاء نيته وورعه الشديد تجاه الله عزّ وجلّ وتقديمه أفضل ما لديه قربان لله تعالى، وهذا مصداق قوله تعالى” إنّما يتّقبل الله من المتقين” أمّا قابيل فكان سيّئ النية وقليل الورع والتقوى حيث قدّم أسوأ ما لديه من المزروعات فلم يتقبل الله تعالى منه إشتعلت نار الغيرة والحقد في نفس قابيل تجاه أخيه هابيل، وهدّده بالقتل ثمّ نفذ فعلته وبعدها ندم على فعلته حيث لا ينفع الندم

زر الذهاب إلى الأعلى