بأقلامنا

لم يكن من المتوقع استمرار الحرب لستة أشهر بقلم الدكتور حازم الخليل

لم يكن من المتوقع استمرار الحرب لستة أشهر ، ولم تزل مستمرة ، وإختلف المحللون على الأسباب التي قد تحول دون استمرارها لكل هذه المدة ، بين من يعتقد بأن العملية الانتقامية ستكون كسابقاتها ، أو لأن إسرائيل عادةً ما تنهي حروبها في فترة محدودة ، كونها لا تستطيع أن تتحمل حرباً طويلة ، وآخرون اعتبروا أن لا يمكن لحماس أن تصمد طويلاً أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية ، والمتفائلون منهم اعتبروا أن إتفاقاً على تبادل الاسرى برعاية اقليمو – دولية كفيلا بوقفها ، هل كانت كلها حسابات خاطئة ، أم أن ما يجري كان قراراً متخذاً ينتظر ساعة الصفر او التوقيت المناسب لشن هذه الحرب على الفلسطينيين لاستكمال المشروع الصهيوني ، أم أن قرار الحرب الاسرائيلية كان هروباً إلى الامام للخروج من الواقع السياسي الداخلي المتأزِّم على مدى السنوات القليلة الاخيرة .
والجميع يسأل اليوم كيف ستنتهي الحرب ومن بيده قرار وقفها ؟!
هل مازال قرار وقف الحرب بيد العدو الاسرائيلي وتحديداً بيد حكومة نتنياهو الاكثر تطرفاً في عمر الكيان الغاصب ؟!
وإذا كان كذلك ، ما هي الاسباب التي قد تدفعها لذلك ؟!
وماذا عن الوضعين الاقليمي والدولي ، وموقف القوى الفاعلة إقليمياً ودولياً ، وأولا وأخيراً ماذا عن الموقف الأمريكي ؟!
وماذا عن الجبهات المشتعلة على نية دعم غزة ؟!
وأولاً ماذا عن الموقف الإيراني الداعم الاول والوحيد لكل الجبهات ؟!
منذ اليوم الاول المواقف مجتمعة على منع التصعيد وعدم الرغبة بالتصعيد ، وتوسيع الحرب ، ولكنها توسعت واخذت طابع المواجهة المباشرة المنضبطة ، وقد يجوز ان نقول المحددة ، ولم تصل ولم يراد لها أن تصل إلى مواجهة مفتوحة . وهنا كان لافتاً إعلان طرفي المواجهة عن تحقيق الانتصار ، في حين ان منطق الحرب يحتم انتصاراً وهزيمة خاصة وان الحال هنا أنها حرباً وجودية ، فكيف يمكن تفسير وجود منتصرين في مواجهة واحدة ؟!!!
إن ما يجري حتى الان هو منازلة ومحاولة تسجيل نقاط ، ممنوع فيها توجيه ضربات قاضية ، وكل طرف فيها منتصراً طالما المنازلة مستمرة ، وطالما أن الضربات تحت الحزام قد تؤذي لكنها لا تميت ، أما الهزيمة فهي واقعة على الأنظمة العربية الغائبة والعاجزة عن أي مبادرة ولو بالحد الادنى ، وقد يجوز أن لا تكون عسكرية أيضاً
مبادرة فيها كل الموقف والقوة لاحقاق الحق لا استجداءه ، وبهذا المعنى ، تبقى الهزيمة في ظل هذا الغياب من نصيب العرب الذين هم أهل القضية وأصحابها .

في ظل هذا الواقع
إن الحقيقة الثابتة الوحيدة اليوم هي نضال الشعب العربي الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم تضحيةً وصموداً وإيمانًا بشيبه وشبابه من أجل حقه في الحرية والكرامة ، وما نراه من تظاهرات في العواصم والجامعات ليس إلا تأييداً و تكريماً وإقراراً عالمياً شعبيًا بالحق الفلسطيني ، وقضيته العادلة على المستويين الانساني والقانوني ، وهو لاشك منتصر وسينتصر ، بالرغم من كل الموت وكل الدمار وسيكون له موعد مع الحرية وفي وقت قريب .
(يرونه بعيداً ونراه قريباً وإنا والله لصادقون ) . إقتباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى