بعد ان كانت الثورة عفوية نابعة من غضب الناس؟ بقلم هلال سقلاوي
بعد ان كانت الثورة عفوية نابعة من غضب الناس المتعبين في بلد غارق بفوضى الفساد تحولت و تبدلت الثورة حتى اصبحت كانها مخطط ينفذ حرفيا على الاراضي اللبنانية . لا يخفى على القاصي و الداني انه كان هناك تمويل و توجيه و دعم من عدة جهات وكل هذا اصبح واضحا لا نقاش فيه . لعبة الثورة لعبة كبيرة جدا و خطيرة جدا يشارك فيها عدد لا يستهان به من قيادات لبنانية و قوى خارجية و الهدف مكاسب سياسية عبر ضرب طرف ب طرف اخر . في نفس الوقت هذا لا يلغي المطالب المحقه ولا يلغي ان هناك خيرت الناس المحترمة ألتي همها الوحيد بناء الوطن و الخلاص من الفساد الذي اكل الاخضر و اليابس.. ليس عبثا ان البعض يصر على قطع طريق الجنوب و فصل الجنوب عن بيروت حيث ان الجميع يعرف الانتماء السياسي لهؤلاء الاشخاص (قطاع الطرق ) اذا دل هذا التصرف على شي يدل على الضغط على طرف سياسي معين من اجل تحقيق هدف سياسي..عداك عن قصة جسر الرينغ وعن (كلن يعني كلن ) التي لا يمكن ان تتحقق في ظل احزاب و قيادات لها تاريخ نضالي واضح لا تتحقق في بلد كل طائفة عندها جيشا من الاعلاميين و الشباب و مراكز سلطة مهمة و ارتباط خارجي ..
ماذا عن الدعوة المشبوهة و الخطيرة للتظاهر في عين التينة و في نفس الوقت لا يذكر رموز الفساد الذين ركبوا موجة الثورة و هم معروفون للقضاء اللبناني .. و الاصرار على شتم رموز طوائف لها وزنها على الساحة اللبنانية و الدولية ..هنا يجب وضع علامة استفهام و التحذير من (فلتان) الوضع..
لا شك اننا نمر في مرحلة خطيرة للغاية مرحلة اكبر من طلاب جامعة يرقصون من اجل اصلاح البلد مرحلة اكبر من بعض الاعلام المزيف و اكبر من دموع استاذ جامعي، لانه عندما يراق الدم يتحول المشهد الى اطراف تتقاتل و دخان اسود يمزق الجامعات و المدن و حينها تشنق الثورة بين الرصاص و (الدشم)..لا سمح الله..
لا انكر انني شاركت في اول يوم للثورة و صرخت بأعلى صوتي كلنا للوطن، لا للفساد، نعم لبناء الدولة ،لكن لن ولم اشارك في تدمير وطني من اجل اي طرف كان ..
استقالة الحكومة لها تفسيران الأول ضغط الشارع و الثاني هروب الحكومة من مسؤولية الاصلاح المعقدة و الصعبة جدا لانه يستحال ان تعود اموال منهوبة على يد من نهبها …. بعد ان اتضحت الصورة نحن لسنا في وضع انتصار لسنا في مكان آمن .لنهدا قليلا و ننتظر مرور ضباب الطائفية و المذهبية. ..
هناك من سرق الثورة هناك من ينفذ اجندة خارجية و غير مهتم بنتائج تدمير البلد .. لنكن على قدر التحديات و المسؤولية الوطن بامس الحاجة لنا جميعا لنتكاتف من اجل السلام ومن اجل رفض الفتن التي تعصف بنا من كل حدب وصوب.
كلنا للوطن حمى الله لبنان..
بقلم هلال سقلاوي..