بأقلامنا

كتب اللواء خالد كريدية الحرب الأسرائيلية على الشعب الفلسطيني وسرديات اليمين الديني والسياسي

كتب اللواء
خالد كريدية
الحرب الأسرائيلية على الشعب الفلسطيني وسرديات اليمين الديني والسياسي
المقدمة
ان الحرب على فلسطين وشعبها لم تعد مجرد صراع سياسي وعسكري، بل تحولت الى سرديات متناقضة، حيث يلتقي اليمين الديني المتطرف في إسرائيل، المستند الى اساطيرالارض الموعودة، مع اليمين السياسي المتطرف الذي يوظف) منهجه البراغماتي) لخدمة مشروع الأستيطان والتوسع، وفي قلب هذا الصراع يقف الشعب الفلسطيني حاملا” الأصل : الأرض، التاريخ، الذاكرة، والحقوق الوطنية. بينما تسعى إسرائيل، من خلال السرديات الرمزية المزيفة والأعلامية والسياسية إنتاج مزيف يطمس الحقيقة ويستبدل الأصل بسردية سوداء زائفة.
اولا”:سردية اليمين الديني المتطرف
اليمن الديني الصهيوني الحرب على الشعب الفلسطيني وارضه امتدادا” لنص توراتي، يقدم الأستيطان والأحتلال كواجب ديني. في هذه السردية:
فلسطين ليست وطنا” لشعب قائم،بل ” ارض موعودة”.
الفلسطيني إنسانا” ليس له حقوق بل (عائق) امام وعد إلهي. الحرب تصبح طقسا”، يضفي على العنف والقتل قداسة زائفة. هنا يتحول النص الى اداة إلغاء للآخر، ويختزل التاريخ في أسطورة تقصي الذاكرة الفلسطينية.
ثانيا” سردية اليمين السياسي المتطرف
في المقابل، يقدم اليمين السياسي نفسه كصوت ( العقلانية) لكنها عقلانية وظيفية تبطن كل طقوس الشر والتطرف . يتحدث بلغة الأمن القومي والردع والسيطرة الكاملة.
يوظف الدين حين يخدم مصالحه، لكنه يتحصن بمنطق ( براغماتي) توسعي : الأستطيان، الحصار، إخضاع الفلسطيني.
التناقض في أن هذا اليمين السياسي، يتماهى مع الوهم الديني حين يشرعن افعاله. وبذلك يلتقي اليمينان الديني والسياسي، في مشترك واحد: إلغاء الوجود الفلسطيني لصالح خطاب مصطنع تكسره قوة الحقيقة
ثالثا” الأصل والمزيف .
الاصل هو فلسطين: ارض لها تاريخ، وشعب له ذاكرة وهوية ممتدة في عمق التاريخ .
المزيف هو الخطاب الأسرائيلي الذي يصطنع (فلسطين بلا شعب) ويحول الأسطورة او الأمن الى حقيقة بديلة. المزيف ليس كذب فقط، بل انتاج واقع زائف يحل مكان الحقيقة حتى يكاد يطمسها. هكذا تكون المستوطنات شرعية، والمقاومة كأرهاب، والفلسطيني كائن غريب في وطنه.
رابعا”: الحقوق الوطنية الفلسطينية
يبقى الفلسطيني حاملا” للأصل : ذاكرة البيوت المهدمة. جغرافيا الأرض المزروعة والمأهولة. حقوق وطنية و تاريخية لا تمحى بالخطاب ولا بالقوة.
ان الصراع هنا ليس فقط على الأرض،بل على الحقيقة نفسها:هل يبقى الأصل او يبتلغ المزيف الاصل و المشهد كله؟
الخاتمة
الحرب الأسرائيلية على فلسطين تكشف مواجهة واشتباك تاريخي أبعد من السياسة والعسكر: انها صراع بين الذاكرة والهوية والأصل، والأسطورة المزيفة والخطاب المصطنع من جهة أخرى. وفي هذا السياق لا يقاتل الفلسطيني من أجل وطنه فقط، بل من اجل الحقيقة ضد الزيف، والأصل ضد المزيف والمتخيل.
إن خطورة المشروع الأسرائيلي تكمن في انه يجعل من الوهم حقيقة، ومن السردية بديلا” للتاريخ.
لكن المقاومة الفلسطينية، في بعدها المادي والرمزي ، تذكر العالم أن للأرض اصحابا”، وأن للاصل قوة لا يقدر المزيف على محوها مهما تضخمت آلته العسكرية والأعلامية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى