حديث الدكتور حسين صفي الدين لوكالة نوفوس الروسية

حديث الدكتور حسين صفي الدين لوكالة نوفوس الروسية
حديث مع وكالة نوفوس الروسية / الاثنين في 23 / 9 / 2024
هذا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ منذ أيام عبر غارات استهدفت المدنيين وقرى الجنوب والبقاع الأوسط والبقاع الغربي يشكّل حلقة في مسلسل الإرهاب الإسرائيلي. منذ 11 شهرا والمعارك تجري على الجبهة ضمن قواعد الاشتباك المعلومة وكانت هذه الجبهة قد فُتحت كإسنادٍ للمقاومة في غزة وللشعب الفلسطيني وكان المطلوب أن تقام هدنة تحمي الشعب الفلسطيني وتؤدي إلى تبادل الأسرى وإنهاء هذا الأمر لفتح المجال أمام مفاوضات أخرى حول ما يتبع هذه الأحداث. ولكن يبدو أن الكيان الصهيوني الذي عجز منذ هزيمته في7 أكتوبر 2023 المدوية عجز أن يفرض ولو نصرًا واحدًا في غزة بالرغم من قتل وتشريد وجرح مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين قدر عدد الشهداء بحوالي 50 ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى وعشرات الآلاف من الشقق السكانية . وعندما اعتبر أن الحل قد أمّن نوع من السيطرة ولكنه عجز عن فرض اليوم الآخر في غزة اندفع باتجاه لبنان بعنوان أولي “عودة المهجرين أو النازحين المستوطنين والمستعمرين في المستعمرات شمال فلسطين”، وبالتالي كان التهديد واضحًا إما مطالبه التي تتعدى الإمكانيات الممكنة لدى الكيان وهو أن تعود المقاومة عن الحدود وكأن هذه المقاومة جاءت من السماء وليست نتاجا لنضال كبير للشعوب العربية والشعب الفلسطيني في مقدمها منذ ثلاثينات القرن الماضي وشعب اللبناني منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي أيضا هذا الكيان الذي زرعته القوى الاستعمارية في المنطقة هدفه وحتى اليوم عبر ما يقارب تسعة عقود إلى منع التنمية ونشر القلق والجريمة والتخلف في هذه البلدان وخوض الحروب بدعم كبير من الاتحاد الأمريكي وحلف الناتو. أما مستقبل الحال الآن في هذه الظروف الصعبة والذي نتج عنها في الغراب في اليوم الأمس واليوم حوالي مائة شهيد وأربعمائة ألف جريح حتى اللحظة وتدمير عشرات البيوت تهدف إلى إخضاع المقاومة في لبنان وفرض شروط استسلامية عليها. وهذا ما أكّدته المقاومة رغم كل العمليات التي نجحت تكتيكيا فيها العدو الإسرائيلي من تفجير جهاز النداء ومن تفجيرات الأجهزة اللاسلكية إلى آخره التي بلغت ضحاياها ما يفوق المائة والخمسين شهيدا وما يزيد عن ثلاثة ألاف وخمسمائة جريح . جرائم تلتكب يوميا دون إدانة أو موقف من المجتمع الدولي بهذا الواقع نحن نعيش وليس من سبيل أمام شعوبنا إلا أن تستمر في المقاومة لتتحرر أولا وتحرر أرضها ولتعيش بكرامتها لأنه برأيي انتصار هذا المشروع الصهيوني الأميريكي الأطلسي إذا ما نجح ستتحول الشعوب العربية بأسرها إلى عبيد وستفقد هذه الأمة لغتها وتفقد كينونتها وتفقد مستقبلها وتفقد ثقافتها وتاريخها وبالتالي المطلوب الصمود أكثر، المطلوب من المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية الدولية من محكمة العدل الدولية إلى محكمة الجنائية الدولية إلى الأمم المتحدة والبلدان المشكلة لمجلس الأمن الدولي أن تأخذ خطوات جدية وأن تأخذ قرارات كفيلة بإنهاء هذا القتال كفيلة بإنهاء هذا العدوان الصهيوني المتكرر والجريمة المنظمة التي يرتكبها بحق شعوبنا.
إن طبيعة الصراع الحالي الذي بات واضحا بأن الولايات المتحدة تقوده مباشرة وتؤمن كل المستلزمات الضرورية إضافة إلى بعض الدول الأطلسية الأساسية من أجل الدفع باتجاه السيطرة على المنطقة بأسرها والتي هي تعد استكمالاً للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي بدأ بصفقة العصر وباتفاقيات دعيت باتفاقة السلام التي كانت كفيلة عبر سنوات طويلة في محاولة إنهاء القضية الفلسطينية وترد الشعب الفلسطيني من أرضه من جديد وإنجاز نوع من الترانسفير إلى الدول المجاورة إلى مصر إلى الأردن.
وعليه يجب أن نعي كلبنانيين وكشعوب عربية إلى أن هذا الترانسفير سيؤدي إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتأبيد الهيمنة الصهيونية في فلسطين في الأرض المحتلة. وهذه الحملة الأمريكية الكبرى التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية عمليًا ونظريًا في دفعها باتجاه إنهاء المقاومة مهما كان نوع هذه المقاومة في المنطقة هي جزء من الاندفاع الأمريكي الأخير في السنوات القريبة بموضوع الصراع الذي دفعت به في أوكرانيا إلى حد الصدام ودفعت إلى حرب أوكرانية استهدفت الوجود الروسي، وجود الدولة الروسية والشعب الروسي، ولكن روسيا في هذا المجال استطاعت أن تخرج من هذه الحرب أكثر قوة وأكثر صلابة وأكثر مواجهة وطورت من اقتصاداتها ومن صناعاتها وبلغت مراحل أحرجت فيها الأطلسي وأحرجت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، كذلك في بحر الصين والمواجهة ضد الصين فبالتالي هذه المواجهات التي فتحتها الدولة العميقة الأمريكية عبر الحزب الديمقراطيين في السلطة بايدن، جزء منها هي حملية السيطرة على منطقة الشرق المتوسط بما يمتلكه من إمكانيات وخامات ومصادر للطاقة وإلى آخره. وبالتالي أن الموقف الدولي بعامة وموقف هذه الدول الكبرى التي تطرح نفسها بديلة مثل روسيا والصين في البراكس أن تقف بصلابة أكثر لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين ولمنع المشروع الصهيوني من فرض وقائعه وتأبيد السيطرة الأمريكية الصهيونية في هذه المنطقة.





