بأقلامنا

الرحمة قاعدة حياة بقلم الشيخ عبد الكريم الراعي

ت 24/10/2021

بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

النبي محمد ص عند ولادته ظهرت حوادث كثيرة تنبئ عن مولود سوف يحطم طواغيت عصره …

في زمن الجاهلية كان الناس يعيشون التيه والضلال يتقاتلون وينهبون ويسرقون بعضهم بل يدفنون البنات أحياء ويستحقرون النساء التي ولدتهم ..

فرغم وجود الأنبياء ع إلا أن الشيطان كان قد أعمى قلوب الكثيرين منهم فما كان من رحمة الله إلا أن أرسل محمدا عبده ورسوله رحمة للعالمين معبراً بكتابه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين …

هذه الخصوصية هي في الحقيقة درسٌ لنا وعبرة نقتضي بها لتسمو بها نفوسنا القاصرة وأيضا لنعين بعضنا بعضا فنكون خير أمة أخرجت للناس وكي يتحقق بنا الإنسان الكامل الذي يريده الله سبحانه وتعالى ،فإذا إبتعد الإنسان عن ألاذى والتبلي ترقى نفسه الى ساحة القدس الإلهي …
الله تعالى يقول إني جاعل في الأرض خليفة.. فعن أي خليفة يتحدث رب العالمين ؟؟ ذاك الذي يمتلك من المقومات والقابليات والقدرات ما يجعله الى جانب الرسول ص وأهل بيته ع …
وأحد أهم هذه الأمور وأعلاها شأنا وشمولاً هي الرحمة فيما بيننا .. رحمة الأهل والاولاد والجيران والبيئة لنكون أسرة واحدة بل جسد واحد إذا مرض عضو سهرت عليه بقية الأعضاء …

وأيامنا الان هي محل إبتلاء، وإذا ما وسعنا دائرة إهتماماتنا لنحفظ مجتمع المقاومة وأمة المقاومة بل أمة حزب الله في وجه حزب الشيطان …

هذه الظروف بدأت مع ولادة الرسول الأكرم ص واستمرت مع الأئمة وهي باقية الى حين الظهور، فما نحتاجه في زمن الغيبة هو الإلتفاف حول قيادتنا التي ما قصّرت يوماً .. بل حققت كرامة وعزة ورفعة للإنسان الحر …

فحذاري أن نفعل ما فعله أهل الكوفة بإمام زمانهم الإمام الحسين ع الواجب الطاعة وبأهل بيته بلا رحمة منهم، وهذا لعدم تأسيهم برسول الرحمة جده …

فما تعلمناه من صاحب هذه المناسبة الكريمة أن الإنسان الذي يتعاطى بالرحمة إنما يحمل صفة من صفات الله عز وجل …
فلتكن الرحمة قاعدة حياة …
كل عام وانتم بألف خير

زر الذهاب إلى الأعلى