بأقلامنا

رد ايران لا نهاية له بقلم د. شريف نورالدين

تاريخ: ١٨ / ٤ / ٢٠٢٤ م.

 

تعددت الحسابات في الزمان والمكان والنوع والاليات والضربة واحدة في المواجهة القائمة مع تعدد الخيارات السياسية والامنية والعسكرية، ضمن مشروع حق الدفاع النفس ورد الاعتبار ومفهوم السيادة واللائحة تطول في الاسباب والمبررات والاهداف في اطار الصراع صولات وجولات وتشابك وعراك عند معركة غزة الحالية هي المعركة، لا تغيير أو تبديل في المواقف والقرارات حتى وقف اطلاق النار والعودة عن التعنت والمعاندة والمكابرة والاقرار بالهزيمة ووضع حد لنهاية المجزرة…

لذا رد فعل ايران المباشر من خلال مسيراتها وصواريخها من الجيل الاول في حده الادنى من قوة الردع لديها مما تملك من اجيال خمسة او اكثر، وأيضا من عمليات تبليغ وتنسيق وتفاهم اقليمي دولي في تحديد كيفية الرد زمنيا وكيفيا ونوعيا قبل حدوثه، جاء تحت سقف سياسي، لذا يعتبر رد الفعل شكلا ومضمونا هو الاول وليس الاخير…

لذلك في ساحة المواجهة الحالية وضمن سياق ساحات الوحدة في معركة غزة ، والذي عبرت عنه ايران وحلفائها في المنطقة منذ البداية مع طوفان الاقصى، الفعل ورد الفعل واحد والقوة الفاعلة من حيث العقيدة والايدولوجيا وفلسفة الصراع وصياغة الهدف المحدد والموحد ما بين الاصدقاء في مواجهة الكيان وفي تنوع الضربات وأينيتها وحيثيتها تؤدي الى ماهية و نتيجته ونصر واحد ينعكس على الجميع في قلب واحد وهزيمة لجميع الاعداء في اناء كدر قدر له ان يكون عكر وقذر…

ما حصل بعد ظهيرة البارحة في تاريخ ١٨ / ٤ / ٢٠٢٤ من ضربة على مبنى العسكري للكيان في بلدة العرامشة من خلال مسيرة حيدرية استشهادية ، والتي أدت الى اصابة ١٨ جندي للكيان باعترافه وصحفه وقنواته ومحلليه وسياسيه وغيرهم، أتت في سياق الفعل ورد الفعل في المواجهة والحدود المفتوحة الواحدة من غزة الى اليمن والعراق وسوريا الى ايران فلبنان جميعها مجتمعة جزء من كل والكل لا يتجزأ…

أما العاقل فمن الاشارة يفهم هي ضربة لبنانية غزاوية وهذا طبيعي جدا ولكنها ايرانية عسكرية بامتياز..

مما لا شك فيه ان الرد لم ولن ينتهي في ظل الصراع بين اسرائيل والكيان والضربة تأتيه من حيث لا يحتسب في الزامن والمكان، فكانت عملية العرامشة رد الفعل العسكري الثاني بعد السياسي الأول والتي خاضته المئات من المسيرات والصواريخ لاصابة هدف صغير جدا في حجمه لكنه كبير في مفاعيله دون وقوع اصابات بشرية وهو المقصود منها، وبالتالي الاكتفاء بالضرر المادي والنفسي والمعنوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لها، لكن الكيان كعادته تغطرس وتكبر وتعجرف وواهما انتصر في مواجهة المسيرات والصواريخ الليلية التي عبرت واجتازت كل كيانه من اقصاه الى أقصاه، متوعدا متوجسا وخائفا ومرعوبا ومتخيلا ضمن قياس حماقته في الرد على الرد، وأذ يتفاجأ من شماله من نقاط صفرية قياسية صفراء علوية في ضربة تالية حسينية على نفوخه ودماغه المقزم كانت اكثر ايلاما وتاثيرا كما ونوعا وضررا بشريا…

هي الرسالة الاقوى والاصعب والاكبر في مضامينها في مسيرة نهارية واحدة والتي عجزت عنها القباقيب الحديدية وأرو وحيتس (وميلتس) وغيرها، وهي ليست المسيرات الليلية المتعددة ورسالة المزحة ونكتة نيسان التي ارادها العقل الايراني ان يختبر فيها الكيان وحلفائه العربان والغربان من اوروبا والاميركان…

نعم والف بالف نعم! فوالله ان عملية البارحة هي الرسالة الحقيقية ورد فعلها التي ارادها الايراني وليست نكتة نيسان حيث اخبر عن الزمان والمكان…

هم حزب الله انصارالله حشدالله ايران، الصورة والمشهدية في البرواز ومخرج ورسام وفنان، والايديولوجية والواقعية والبراغماتية والتجانسية والتناغمية والتكاملية والوجداتية في الوجودية حيث المشيئة الالهية…

وفي قوله تعالى عز وعلا(إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى