بأقلامنا

من طوفان الأقصى إلى الرد الإيراني: جردة حساب إسلامية وعربية بقلم الكاتب و المحلل السياسي قاسم قصير

شكّلت التطورات المتسارعة في فلسطين والمنطقة كلها محور نقاش وحوار في بيروت بين عدد من القيادات الإسلامية والعربية وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، من بدء معركة طوفان الأقصى إلى الحرب على غزة وصولا إلى الرد الإيراني على الكيان الصهيوني بعد استهداف وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومجموعة قيادية من الحرس الثوري الإيراني.

فقد عُقدت في بيروت سلسلة لقاءات بعيدا عن الأضواء بحضور عدد من القيادات الإسلامية من مختلف الأطراف الفاعلة (حزب الله وحركة حماس والجماعة الإسلامية)، إضافة إلى لقاءات أخرى جمعت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بقيادات من أنصار الله في اليمن، كما عقدت قيادات المؤتمر القومي العربي والقومي- الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربي واللقاء اليساري العربي (في إطار المؤتمر العربي العام) لقاء تقييميا للتطورات الجارية وتحضيرا لعقد المؤتمر القومي العربي في أوائل شهر حزيران/ يونيو المقبل في بيروت.

وكل هذه اللقاءات كانت تهدف لتقييم التطورات الجارية وتحديد نتائج ما جرى حتى الآن، ووضع رؤية مستقبلية لمواكبة التطورات المتسارعة في المنطقة كلها، إضافة لوضع برنامج عمل قادر على الاستفادة من كل المتغيرات والنتائج التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة على الصعد الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية.

اللقاءات كانت تهدف لتقييم التطورات الجارية وتحديد نتائج ما جرى حتى الآن، ووضع رؤية مستقبلية لمواكبة التطورات المتسارعة في المنطقة كلها، إضافة لوضع برنامج عمل قادر على الاستفادة من كل المتغيرات والنتائج التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة على الصعد الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية

فما هي أبرز الخلاصات التي توصلت إليها القيادات العربية والإسلامية؟ وكيف تقيّم هذه القيادات التطورات حتى الآن؟ وإلى أين تتجه الأوضاع في المرحلة المقبلة؟ وما هو المطلوب فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا؟ وما هي المهام والتحديات المستقبلية والبرامج المطلوبة:

1- لقد حققت معركة طوفان الأقصى وصولا إلى الرد الإيراني على الكيان الصهيوني نتائج مهمة على المستويات السياسية والميدانية والاستراتيجية وعلى صعيد الأوضاع الإقليمية والدولية، ورغم الحجم الكبير للشهداء والتضحيات والدمار في كافة الجبهات، فهي أثبتت قوة محور المقاومة وقدراته العالية وحجم التعاون والتنسيق بين كافة قوى المقاومة في المنطقة وأدخلت قوى جديدة في الصراع وخصوصا أنصار الله في اليمن والمقاومة في العراق، وصولا إلى المشاركة الإيرانية المباشرة في المعركة، مما فرض معادلات جديدة على الصعد الإقليمية والدولية.

2- تراجعت إلى حد كبير كافة أشكال الصراع المذهبي والقومي في المنطقة وتقدم خيار الوحدة الإسلامية والدفاع عن فلسطين على كافة الخيارات الأخرى، وتم التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي المنطلق الأساس لوحدة الأمة والتعاون مع كافة أحرار العالم.

3- توقفت المشاريع الهادفة إلى تكريس التطبيع بين بعض الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني، وشاركت الشعوب في العديد من هذه الدول وخصوصا في الأردن والبحرين والمغرب في التظاهرات والدعوات لإقفال سفارات الكيان الصهيوني، كما كان لهذه المعركة تأثير كبير في انتخابات تركيا المحلية وكان لها دور في مواقف الناخبين من الحزب الحاكم وأدائه السياسي تجاه القضية الفلسطينية.

4- رغم مرور أكثر من ستة أشهر ونصف تقريبا على بدء المعركة، لا تزال قوى المقاومة قادرة على مواصلة المعركة في حال عدم توصل المفاوضات إلى أية هدنة، ولن تسمح قوى المقاومة بفرض أي مشروع سياسي أو لإدارة قطاع غزة دون موافقتها وستعمل لإفشال كل المشاريع الأمريكية والإسرائيلية لتغيير الواقع في قطاع غزة.

5- قدّمت هذه المعركة صورة واقعية عن دور كل الدول العربية والإسلامية والواقع الدولي ونقاط القوة والضعف في هذا الواقع، مما سيساعد قوى المقاومة على وضع استراتيجية جديدة لإدارة الصراع في المرحلة المقبلة.

6- من المهم في المرحلة المقبلة تعزيز التعاون والتنسيق بين القوى والحركات الإسلامية والقوى القومية في لبنان وعلى صعيد العالم العربي والإسلامي، ووضع برامج عمل مشتركة لدعم قوى المقاومة.

هناك ضرورة من أجل البحث والنقاش حول مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني، والاتفاق على كيفية مقاربة المرحلة المقبلة على ضوء نتائج المعركة في قطاع غزة وفي ظل كل التطورات والتداعيات على بقية الجبهات، وأن يكون هناك توافق بين قوى المقاومة على أي مشروع مستقبلي

7- هناك ضرورة من أجل البحث والنقاش حول مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني، والاتفاق على كيفية مقاربة المرحلة المقبلة على ضوء نتائج المعركة في قطاع غزة وفي ظل كل التطورات والتداعيات على بقية الجبهات، وأن يكون هناك توافق بين قوى المقاومة على أي مشروع مستقبلي.

8- الاستعداد لكافة الاحتمالات على الصعيد الميداني، سواء تم التوصل إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار أو استمرت المعركة لفترة أطول ومتابعة التداعيات الميدانية في قطاع غزة، واحتمال قيام العدو بالهجوم على رفح، وصولا لمواكبة ما يجري ما بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

9- استكمال التعاون الميداني بين قوى المقاومة والتفاهم على كيفية إدارة المعركة إعلاميا وسياسيا للاستفادة من المؤشرات الدولية والإقليمية على صعيد دعم القضية الفلسطينية، ولا سيما الأجيال الجديدة في العالم والتي شاركت في المسيرات والأنشطة الداعمة لفلسطين، والابتعاد عن السجالات والصراعات سواء داخل كل قُطر أو على الصعيد الفلسطيني والعربي، والعمل لتعزيز نقاط القوى بدل الغرق في الصراعات والسجالات السياسية والإعلامية.

وستكون القضية الفلسطينية وتداعياتها محور المؤتمر القومي العربي والذي سيعقد في بيروت في اليوم الأخير من شهر أيار/ مايو واليوم الأول من شهر حزيران/ يونيو، حيث سيكون برنامج المؤتمر حول القضية الفلسطينية ويشمل النقاط التالية:

– المبادرات من أجل غزة.

– مفهوم حرب التحرير الشعبية ووحدة قوى المقاومة في ضوء “طوفان الأقصى”.

– الأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”.

– غزة بعد الحرب: رؤية استراتيجية استشرافية.

– المقاطعة ومناهضة التطبيع في ظل “طوفان الأقصى”.. قراءة في المفاعيل والرؤى المستقبلية.

– الحراك الشعبي العربي والدولي المناصر لفلسطين.. قراءة في مفاعيله وكيفية تطويره وضمان استمراريته.

المعطيات تؤكد على التأثير الكبير لمعركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة على الواقع العربي والإسلامي والدولي، حيث سنكون في المرحلة المقبلة أمام عالم جديد محوره فلسطين والقضية الفلسطينية والصراع مع المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا

– الدور الأمريكي في ظل “طوفان الأقصى” وآثاره على حاضر ومستقبل الأمّة.

– مستقبل القدس بعد ملحمة “طوفان الأقصى”.

– الوحدة العربية و”طوفان الأقصى”.

– الاستقلال الوطني والقومي والهيمنة الأجنبية.. قراءة في المؤشرات والمتغيرات في ضوء عملية “طوفان الأقصى”.

– واقع ومستقبل الديمقراطية في الوطن العربي في ظل “طوفان الأقصى”.

– اتجاهات التنمية المستقلة في ظل “طوفان الأقصى”.

– العدالة الاجتماعية في الوطن العربي بين الحاضر والمستقبل.. قراءة جديدة من معطيات “طوفان الأقصى”.

– الوطن العربي بين الأصالة والتجدد الحضاري والتغريب.. المؤشرات والتحديات في ظل متغيرات طوفان الأقصى.

كل هذه المعطيات تؤكد على التأثير الكبير لمعركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة على الواقع العربي والإسلامي والدولي، حيث سنكون في المرحلة المقبلة أمام عالم جديد محوره فلسطين والقضية الفلسطينية والصراع مع المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا.

twitter.com/kassirkassem

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى