أخبار فلسطين

بيان رقم ٧ صادرٌ عن اتّحاد المعلّمين في لبنان

بيان رقم ٧
صادرٌ عن اتّحاد المعلّمين في لبنان

الزّميلات والزّملاء

بعد تمادي إدارة الأنروا في قراراتها التّعسّفيّة بتوقيف رئيس اللّجنة القطاعيّة في اتّحاد المعلّمين الأستاذ المُربّي فتح شريف ومنحِه إجازة إداريّة بدون راتبٍ بطريقةٍ غريبةٍ لم يُعرَف لها مثيل في تاريخ الأنروا؛ حيث شكّل المُفوّض العام للأنروا لازاريني وبتوجيهٍ من المديرة العامّة للأنروا دوروثي لجنةَ تحقيق للنّظر في الادّعاءات المنسوبة للأستاذ فتح شريف من دون إحاطته بالأمر، وقامت هذه اللّجنةُ بعقد لقائها واتّخاذ قرارها ووضعه موضع التّطبيق في اليوم ذاته، هذا برغم أنّ القاعدة القانونيّة البسيطة تنصّ على أنّ المُتّهم بريءٌ حتّى تثبت إدانته.

إنّ هذا القرار الإداريّ الجائر لا يتعلّق بشخص الأستاذ فتح شريف، وإنّما هو رسالة تحذيريّة إلى جميع موظّفي الأنروا في الأقطار الخمسة، مَفادُها أنّ التّضامن مع شعبك الفلسطينيّ الذي يُذبَح، ومع النّساء اللّواتي يُغتَصبنَ، وأنّ التّفاعل مع قضيّتك ومُناصرتها بالمال والرّأي والفِكر والقلم قد يُعرّضك للفصل من الوظيفة. وهذا يؤكّد أنّ جميع الموظّفين باتوا في مرمى الخطر وفي قفص الاتّهام، وأنّ هناك قرارات أخرى يجري الإعداد لها في الغرف المُظلمة لتنفيذ مذبحة إداريّة بحقّ الموظّفين الذين لا يلتزمون الحياديّة وفق “التّعريف الأمريكيّ”.

إنّ الإنسان العاديّ لا يملكُ أن يلتزم الحياديّة أمام جريمةٍ مُروّعة ودمويّةٍ وبشِعةٍ بحقّ إنسانٍ آخر، فهناك شيءٌ فطريّ اسمه “إنسانيّة”، فما بالكم إذا كان مليونا فلسطينيّ يتهدّدهم الموت والجوع والحصار والقتل؟ هل يمكن أن أكون حياديًّا إذا كنتُ أنا وشعبي وقضيّتي نُذبَح بدمٍ باردٍ ويُرادُ تهجيرنا إلى منافي الأرض؟ أم ظننتُم أنّ حفنة دولاراتٍ كفيلة بإخراس أصواتِنا ووأدِ ضمائرنا وإطفاء قلوبنا؟!

إنّ غضبَ الشّعب الفلسطينيّ من هذا الظّلم الواقع عليه ومن هذه الإهانات التي يتعرّض لها بات في حالةٍ لا يمكن السّيّطرة عليها بعد اليوم، ولا يمكن التّنبّؤ كيف ستنفجر! وعلى إدارة الأنروا أن تتحمّل تبِعات هذا الغضب الذي يزداد يومًا بعد آخر.

الزّميلات والزّملاء

كنّا في وقتٍ سابقٍ قد رحّبنا ولا زلنا بالإجماع الوطنيّ الفلسطينيّ لمعالجة هذه المسألة ورفضِ الإجراءات التي اتُّخِذت جملةً وتفصيلًا باعتبار القضيّة قضيّة رأيٍ عامٍ ذات بُعد وطنيّ لا تعني شخصًا بعينه وإنّما تتعلّق بشعبنا الفلسطينيّ كلّه.

وعليه، فنحن مع كلّ التّحرّكات التي تُقرّها المرجعيّات الوطنيّة الفلسطينيّة والقوى الاسلامية والحراكات والقوى الطلابية ومجالس الأهل واللجان وروابط البلدات المنسقة مع إتحاد المعلمين في لبنان.

نحن متمسّكون بثوابتنا، راسخون بمبادئنا، فخورون بانتمائنا لشعبنا وقضيّتنا، ولن نتزحزح عن هذه الثّوابت.

معًا لإسقاط القرارات الباطلة بحقّ الموظّفين، والميدانُ بيننا وبين إدارة الأنروا

اتّحاد المعلّمين في لبنان
بيروت في ٢٤ آذار ٢٠٢٤
١٤ رمضان ١٤٤٥ هجري

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى