بأقلامنا

أعتذر من الأم الفلسطينية فلن اقول لها هذا العام كل عام وانت بخير بقلم ابو شريف رباح

 

21\3\2024

– بداية أعتذر من كل الأمهات في وطني الغالي فلسطين، ففي هذا العام لن أعايدهن بمناسبة عيد الأم، فهن لم يشاهدن الخير ولا السعادة منذ 76 عاما وما يزيد، بل سأقول لهن عظم الله أجركن وخفف مصاءبكن في هذه الأيام العصيبة التي تمر عليكن في غزتنا الحبيبة من جراء المذابح والمجازر وحرب الإبادة الجماعية التي كان لاكن فيها ولأطفالكن النصيب الأكبر في تقديم القرابين للوطن.

ولن أقول لأمهات ضفتنا وقدسنا كل عام وأنتن بخير، بل سأقول لهن عاشت خنساوات فلسطين أمهات الشهداء، عاشت الأم الفلسطينية التي حملت وانجبت وكبرت وصبرت وقدمت راضية مرضية للوطن فلذة كبدها قربانا من أجل عزة وكرامة فلسطين وشعبها، وسوف أوجه تحية إعتزاز لتلك الأم التي حملت نعش إبنها وهي تودعه وتهتف وتقول ابني فداءا لفلسطين.

ماذا أقول لأم غزاوية ذهبت للحقول والبيارات لتبحث لاطفالها عن أعشاب الخبيزة لإطعام أطفالها ولكن بعد التعب والإرهاق والسير تحت طائرات الاحتلال الحربية وبالقرب من دباباته، عادت لتجد أن أطفالها دفنتهم طائرة حربية إسرائيلية تحت أنقاض المنزل، فوالله الذي لا إله إلا هو لا أستطيع أن أتصور كيف استحملت كل هذا المصاب الجلل.

وماذا أقول لأم ضفاوية، أعطت إبنها البندقية ودفعت به ليدافع مع رفاقه عن مدينته ومخيمه متصديا لجيش الاحتلال الغاشم، فعاد إليها شهيدا لتحمل هي ورفاقه نعشه الطاهر على اكتافها وتمشي به إلى قبره وكأنها ذاهبة الى حفلة زفافه.

ولن اقول لأمهات فلسطين كل عام وأنتن بخير، بل
سأوجه لهن تحية إجلال وإكبار واعتزاز لصبرهن على الصعاب وتماسكهن عند الشدائد، ولكن نعاهدهن أن نحافظ على العهد والقسم ونصون دماء الشهداء وان نستمر بالسير على طريقهم حاملين راية الوطن الغالي “فلسطين” التي ارتقوا من أجل ان تبقى عالية في السماء.

تحية لأمهات الشهداء على تحملهن كل هذه المصائب والألام، تحية فخر إلى كل أمهات فلسطين، وتحية محبة لكل أم فقدت أطفالها ولكل طفل فقد حنان امه في هذا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى