بأقلامنا

غزة تفوز في صنا.يق اقتراع بريطانيا بقلم د. شريف نورالدين

د. شريف نورالدين بتاريخ: ٣/ ٣ / ٢٠٢٤ م.

 

تواجه أحزاب اليسار التاريخية في اوروبا تحديات كبيرة في التعامل مع قضايا معاداة السامية في ظل حرب الابادة على غزة وأهلها ، مما أدى إلى تخبط وتشتت في مواقفها. هذا التحول يأتي جزئيًا نتيجة لتحول اهتمامات اليسار، حيث ينتقل التركيز من الجاليات اليهودية إلى الجاليات الإسلامية، ومن النقابات العمالية إلى الجامعات.
ويقول الدكتور جونسون: “منذ الثمانينيات، تلاشت قوة الصهيونية اليسارية في بريطانيا. لقد انقلبت الأمور، وأصبح اليسار أكثر صراحة في الوقوف مع القضية الفلسطينية، وفي الحقيقة هناك مجموعة متنوعة من التفسيرات لذلك، بما فيها صعود اليسار الجديد (الذي صوّر إسرائيل على أنها دولة استيطانية استعمارية وليست دولة أسسها اللاجئون العائدون إلى ديار أجدادهم)، والأثر السلبي الذي خلفه احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وتراجع حزب العمال الإسرائيلي والحركة الاشتراكية في إسرائيل، بالإضافة إلى الازدياد المطرد للناخبين المسلمين في بريطانيا”، وهذا ما انعكس على الانتخابات الفرعية في روتشديل حيث فاز جورج غالاوي بالمقعد الذي كان يحتله نائب عمالي بنسبة حوالي 40% من الأصوات، حيث حصل على 12335 صوتًا، مما منحه فوزًا ساحقًا في الدائرة، وبفارق يقدر بنحو 5697 صوتًا عن منافسه الأقرب له، في دائرة يبلغ فيها متوسط نسبة المسلمين حوالي 30% من السكان.

وفي بريطانيا، هناك عدة أحزاب سياسية رئيسية، من بينها الحزب العمالي Labour Party والحزب المحافظ Conservative Party والحزب الليبرالي Liberal Democrats وحزب الوحدة الديمقراطية Scottish National Party في اسكتلندا وحزب الوحدة الأيرلندية Sinn Féin في إيرلندا الشمالية وغيرها. كل حزب له منصته وسياساته الخاصة ويشاركون في الانتخابات لتشكيل الحكومة وتحديد السياسات العامة في البلاد.

الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة، المعروفة أيضًا باسم الانتخابات العامة، تتم وفقًا لنظام الانتخاب الأولى في الدائرة. تتألف برلمان المملكة المتحدة من مجلسي العموم (مجلس العموم) ومجلس اللوردات. يُختار أعضاء مجلس العموم من خلال الانتخابات البرلمانية.
، تقسم المملكة المتحدة إلى دوائر انتخابية وتُختار مرشحو الأحزاب في كل دائرة. الفائز في كل دائرة هو المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

يتم فرز الأصوات وفقًا لنظام الأغلبية النسبية، حيث يفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في كل دائرة. بعد ذلك، يُعلن عن نتائج الانتخابات ويتم تشكيل الحكومة الجديدة استنادًا إلى عدد المقاعد التي حصلت عليها كل حزب.

* حزب المحافظين البريطاني: هو أحد الأحزاب الرئيسية في المملكة المتحدة. يُعرف أيضًا باسم الحزب الشعبي الكونسيرفاتي. تأسس الحزب في القرن التاسع عشر ويُعتبر واحداً من أقدم الأحزاب السياسية في العالم. يتبنى الحزب المحافظ والقيم التقليدية والاقتصاد الحر والتحفظ في التغييرات الكبيرة. يشجع على الريادة الاقتصادية والمسؤولية الفردية، ويؤيد السياسات التي تعزز الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. يتميز الحزب بتنظيم هرمي وهيكل تنظيمي قوي، حيث يوجد زعيم للحزب وقيادات على مستوى مختلفة.
– فاز حزب المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية لعام 1955.
– حصد المحافظون الفوز في الانتخابات العامة لعام 1959.
– فازوا مرة أخرى في الانتخابات العامة لعام 1970.
– حققوا الانتصار في الانتخابات العامة لعام 1979.
– فازوا في الانتخابات العامة لعام 1983.
– حصدوا الانتصار مرة أخرى في الانتخابات العامة لعام 1987.
– تمكنوا من الفوز في الانتخابات العامة لعام 1992.
– تمكنوا من تحقيق النصر في الانتخابات العامة لعام 2010.
– حققوا الانتصار في الانتخابات العامة لعام 2015.
– فازوا مرة أخرى في الانتخابات العامة لعام 2017.

* حزب العمال البريطاني: هو حزب سياسي في المملكة المتحدة ينتمي إلى الطيف اليساري من السياسة. تأسس في عام 1900 كحزب عمالي اشتراكي، ويهدف إلى تمثيل مصالح العمال والطبقات العاملة. يعتبر حزب العمال البريطاني واحدًا من أكبر الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة، وقد تأسس على أساس المبادئ الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
– فترة بعد الحرب العالمية الأولى (1924): فاز حزب العمال بقيادة رامزي ماكدونالد بالسلطة لفترة قصيرة في عام 1924 بفضل تحالف مع حزب الليبراليين.
– حقبة بعد الحرب العالمية الثانية (1945-1951): تحقق انتصارات مهمة في الانتخابات التي عُقِدت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قادهم كليمنت أتلي. وقد شهدت هذه الفترة تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية الواسعة النطاق وإنشاء الرفاهية العامة، مثل نظام الرعاية الصحية الوطني (NHS).
– فترة بعد أوائل القرن الحادي والعشرين (1997-2010): شهدت هذه الفترة عهدًا من الحكم الطويل بقيادة رؤساء وزراء مثل توني بلير وجوردن براون. اتُخِذت خلال هذه الفترة سياسات جديدة في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية.
– الفترة الحديثة (2015-حالياً): بدأت فترة حكم جديدة بزعامة جيرمي كوربين في عام 2015، وهي فترة شهدت تحولات داخلية وتحديات خارجية.

* جورج غالاوي (بالإنجليزية: George Galloway)‏: (ولد في 16 أغسطس 1954) سياسي بريطاني ونائب سابق في البرلمان الإنجليزي ما بين الأعوام 1987 و2010، معروف بآرائه المناهضة للحرب وبمناصرته للقضية الفلسطينية. قام بالسابق بتمثيل حزب العمال في البرلمان عن منطقة غلازكو، شارك بعد فصله من حزب العمال عام 2003 بتأسيس قائمة الاحترام (Respect) ومثلها في البرلمان عن منطقة بثنال غرين اند باو (Bethnal Green and Bow) الانتخابية. حاز في العام 2011 على جائزة مبادرة تكريم للإنجازات العربيّة عن فئة المساهمة الدوليّة الاستثنائيّة في العالم العربي. أثار جدلاً واسعاً عام 2006 عندما شارك في البرنامج التلفزيوني الاخ الأكبر (نسخة المشاهير). وكان قد أعلن انه في حال فوزه فانه سيتبرع بقيمة الجائزة إلى انتربال وهي منظمة خيرية تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.
كما فاز السياسي المخضرم جورج غالاوي بنحو 40% من الأصوات في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن مدينة روتشديل، التي هيمنت عليها الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
واستهدف جورج غالاوي، النائب السابق في البرلمان البريطاني عن حزب العمال، زعيم حزب العمال الحالي كير ستارمر في خطابه النصر، حيث أشار إلى أن تصرفات الحزب تجاه غزة تستحق الانتقاد، ووصف الأمر بأنه “من أجل غزة”. وأكد أن الحزب سيدفع ثمنًا باهظًا على دعمه لما يحدث في غزة.
غالاوي، الذي أطاح بحزبه السابق في ثلاث انتخابات سابقة، سيعود إلى البرلمان للمرة الرابعة بعد مرور 37 عامًا. وأشار إلى أن الحزب يدرك فقدان ثقة الملايين من الناخبين الذين كانوا يصوتون له.
على الرغم من التركيز على الأحداث في الشرق الأوسط، يأمل غالاوي في تشكيل تحالف مع أعضاء آخرين في البرلمان للعمل على القضايا المحلية. وفاز في انتخابات فرعية مثيرة للجدل.
غالاوي كان متحمسًا خلال جولته في روتشديل، ووصف الانتخابات الفرعية بأنها “استفتاء على غزة”، وفرصة للتظاهر ضد حزب العمال.

* الصحف البريطانية وفوز عالاوي:
تناولت الصحف البريطانية والأمريكية والعربية فوز السياسي البريطاني جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية لبرلمان بلاده، وأثار ذلك جدلاً واسعاً بعدما عزا فوزه لمناصرته لغزة.

تقول صحيفة التلغراف إن عودة السياسي غالاوي إلى ويستمنستر بعد ما يقارب عقدًا من الزمن تأتي بعد ظهوره في برامج الدردشة التلفزيونية الإيرانية، وبرنامج تلفزيون الواقع البريطاني Big Brother. إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد الذي يجعل من غالاوي محط جدل في الأوساط السياسية والإعلامية، فتوجهاته السياسية فيما يتعلق بالدول الغربية وقضايا الشرق الأوسط تميل إلى جانب دول الشرق الأوسط. في حديثه بعد فوزه، قال غالاوي: “هذا من أجل غزة”، موجهًا حديثه لزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر بعد موقفه المؤيد لإسرائيل في حرب غزة، وأضاف غالاوي: “كير ستارمر، هذا من أجل غزة. إنكم ستدفعون ثمنًا باهظًا للدور الذي قمتم به في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة الجارية حاليًا في فلسطين المحتلة”. ويعتقد غالاوي أن “حزب العمال يدرك أنه فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صوتوا له بإخلاص.. جيلاً بعد جيل”. وبحسب الصحيفة، فإن حملة غالاوي للفوز في الانتخابات ركزت “بلا هوادة على الحرب في غزة، حيث كان يسعى علنًا للحصول على أصوات المسلمين الكبيرة لروتشديل، وزينت منشوراته بالعلم الفلسطيني وأعاد تسميتها بـ (غزة جورج)”.

بوليتيكو: تصف الصحيفة التي تنقل جانباً من سيرة غالاوي السياسية بـ “المتمرد المتسلسل، والمعارض الشديد لتورط بريطانيا في حربي الخليج، وكان غالاوي كان واحداً من أعلى الأصوات المناهضة للحرب على العراق، وعارض السياسية الخارجية التي دعمها رئيس الوزراء العمالي آنذاك توني بلير.
وترى الصحيفة أن لدى بريطانيا حالياً عضواً جديداً لامعاً في البرلمان، “إنه وجه مألوف ومثير للجدل”.
و يعد برنامج غالاوي السياسي بـ “إنهاء الحروب الإمبريالية والهيمنة المالية، بدءاً بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي”، كما أعلن تأييده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما تقول الصحيفة.
كما تؤيد صحيفة بوليتكو أن فوز غالاوي يعود لدعمه غزة في الحرب الأخيرة، إذ تقول “شهد القتال من أجل مدينة مانشستر الكبرى [حيث تقع روتشديل]، تركيزاً مكثفاً على الحرب بين إسرائيل وحماس. وقام السياسي المخضرم المؤيد للفلسطينيين بحملة مكثفة حول هذه القضية في مقعد يشكل المسلمون نحو 18 بالمئة من سكانه”.

ووقف النائب البريطاني الفائز على المنصة وقال: “كير ستارمر (زعيم حزب العمال)، هذا من أجل غزة، لقد دفعت وستدفع ثمنا باهظا، للدور الذي أديته في الموافقة والتغطية على النكبة المتواصلة والجارية في الأراضي المحتلة بقطاع غزة”…

زر الذهاب إلى الأعلى