أخبار لبنان

المرتضى ممثلا ميقاتي في افتتاح “مساحة نور” في طرابلس: اسرائيل تستهدف لبنان لأنه نقيضها ولا شفاء لنا من أزماتنا إلاّ بوحدتنا

وطنية – رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلاً بوزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، تدشين “مساحة نور” في مدينة طرابلس ضمن فعاليات “طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤”، بمبادرة من  جمعية “دعم البحث العلمي في لبنان”.

وبحسب بيان فإن المساحة تهدف الى تأمين مركز يخدم الشركات الناشئة بهدف تأمين فرص عمل للشباب الطرابلسي، وقد حضر حفل تدشينها، بالإضافة إلى المرتضى، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام وحشدٌ من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والروحية، بعدها جرى احياء حفل بالمناسبة في معرض رشيد كرامي الدولي، وكانت فيه فلسطين ومظلومية أهالي غزّة الحاضر الأكبر.

المرتضى

وبعد كلمة للاعلامي نزيه الأحدب ورئيس جمعية “لايزر” فواز العمر ومديرها خالد الجزار كانت كلمة للمفتي امام، ثم كلمة للوزير المرتضى الذي أكّد فيها ان “اسرائيل تستهدف لبنان لأنه نقيضها، وانه لا شفاء لنا من أزماتنا لا سيما الاقتصادية منها الاّ بوحدتنا ووعينا والتفاتنا إلى ما في طرابلس من غنى ومقوّمات”.

واضاف: “طرابلس شتلةُ حبق، كلما حرَّكَها الليلُ بأطراف النسيم، فاح منها العطرُ وامتلأ به النهار. هي نفسُها مِساحةُ نورٍ وسراجٌ مرفوعٌ على ساريةِ التاريخ، فكيفَ تُدْعى أفقرَ مدينةٍ على المتوسّط وهي الأغنى غابرًا وحاضرًا وآتيًا؟ الأغنى بطَبْعِها وناسِها وعيشِهمِ الواحدِ في رِحابِ القيَم، ولو على سرير الإهمال المتمادي بحقِّهم منذ خروجِهم من مجتمع النهر إلى أفق الحداثة التي لم تكتملْ. ولكم يطيبُ لي بين فترة وأختِها أن أجيءَ إلى طرابلس، وأتنقّلَ في أسواقِها القديمةِ خِلوًا من كلِّ المظاهر. فإذا الناسُ في الداخلِ مجبولون بالودِّ والسلام، كأنَّهم وضيوفَهم أبناءُ بيتٍ واحد، وإذا التاريخُ مسكوبٌ أمام العيون، نورًا يطفِرُ بين القناطرِ والأبوابِ والقلوب، متحدّثًا بألوان الحجر عن الحِقبات الحضارية التي مرّت على الفيحاء، بل استوطنَتها، حتى إذا عبرَ الزمان بقيَت هي ههنا، تروي لنا وللأجيالِ القادمة حكايةَ الإنسان والزمان”.

أضاف: “هذه الصورة البهيّة عن طرابلس هي التي تسكن ضمير الوطن على الرغم من كلِّ ما لحقِ بالمدينة من ظلمٍ وتشويه هّويّة. صورةٌ من علائمِها المضيئة أن المجتمع الطرابلسيّ لا يكافئُ النسيان إلا بالعمل، ولا الظلمةَ إلا بالنور ولا الضيقَ إلا بالمساحات المفتوحةِ على المستقبل. وهذا المشروع الذي نلتقي اليوم لأجله عنوانٌ للأمل الطرابلسي المتجذّر في النفوس: ففي طرابلس، وفي كثيرٍ سواها من نواحي لبنان، حين تقصِّرُ الدولةُ يحضرُ المجتمعُ المدنيُّ المحلّي غيرُ المرتبطِ بأيِّ مشروعٍ أجنبي مشبوه، ليفتحَ أمام الشباب كُوّةَ رجاءٍ وبوابةَ نور، ويجعلَ الشعورَ الوطنيَّ أشدَّ عمقًا في قلوبهم، وارتباطَهم بأرضِهم أكثرَ متانةً، بتسهيل الحصول على فرَصِ عمل. وهنا أستطردُ قليلًا لأقول: إنّ الهجرة التي تزدردُ أعمارَ اللبنانيين، ولا سيما الشباب منهم، لا يمكن مكافحةُ سلبيّاتِها بالصراع السياسي بين الأحزاب فقط، أو الطائفي أو المذهبي القائم على تناتش مواقع السلطة، فالمواطن عندما يغترب، إنما يرمي إلى البحث عن فرصة عملٍ لبناء مستقبله، لا عن المشاركة في دورٍ سياسي لا يستطيعُه في وطنه. من هنا يصبحُ الاهتمامُ بتأمين فرص العمل واحدًا من أهم الأسباب التي تعالجُ المشاكل السلبية الناتجة عن الهجرة والتي من أهمها خسارةُ الطاقات الشابّة”.

وتابع: “من مِساحة النور هذه العشية ننطلق إلى مساحات نورٍ أخرى شبيهةٍ تبشِّرُ بها فعاليةُ “طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024″ التي ستمتدُّ نشاطاتُها طيلةَ السنة على رجاء أن تمتدَّ هي وآثارُها الإنمائيةُ إلى أعوام مديدة، بما يعيدُ وضعَ طرابلس على سكَّةِ التنمية المستدامة. ففي تراثِنا أن العلمَ هو النور، والأميّةَ هي الظلام. وعلى هذه المقولةِ سرت دهورٌ وشعوب. اليوم نرسي مقولةً ثانية، تكمِّلُ الأولى ولا تنقضُها، وهي أن العملَ نورٌ والبطالةَ ظلام. اما اعتماد طرابلس عاصمة للثقافة العربية ليس سوى مكافأةٍ لها على كونِها في الأصل عاصمةَ القومية العربية، إذْ كانت شوارعُها تردِّدُ أصداءَ الحوادث التي تمر بها بلاد العرب، من فلسطين إلى الجزائر فمصر فالعراق فاليمن فسوريا. ولهذا من حقِّ الفيحاء على العروبة أن تبادلَها الوفاء، بإخراجِها من واقعها الأليم إلى المستقبل الزاهي؛ وهذا لا يكون إلا بالعمل على توسيع مساحات النور المتاحة، وخَلْقِ مساحات أخرى جديدة. وفي هذا المعنى تدخل زيارةُ السفراء العرب التي نظّمتها وزارة الثقافة إلى طرابلس في مطلع هذا الأسبوع، وبعضُهم لم يكن قد أتى إلى المدينة قبلًا، فاكتشفوا جميعًا ثراءً في المعالم والوجوه لا نظير له”.

وقال المرتضى: “على هذه العزيمة الصادقة نجتمع، وفي الختام، أنقل إليكم تحيات دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وتقديرَه العالي لما تبذلونه من جهود في سبيل المجتمع الطرابلسي. الشكر والتقدير للجمعية اللبنانية لدعم البحث العلمي (لايور) وللدكتورين فواز العمر ومصطفى الجزّار وايضاً الى الأخ العزيز المهندس وسيم الناغي على جهودهم التي اثمرت خلق “مساحة مور”وخروجها بأبهى حلّة، والشكر موصولٌ إلى سماحة المفتي محمد امام وإلى الأوقاف الإسلامية في طرابلس لتلقفها المبادرة والتعاون مع اصحابها مما اتاح ابصارها النور. بارك الله في “مساحة نور”،  عشتم جميعاً، عاشت طرابلس ابيّةً وعادت مزدهرةً بهيّة، عشتم جميعاً، وعاش لبنان”

.المفتي إمام

وكانت كلمة للمفتي إمام استهلها بالإشارة الى ان “طرابلس  تبادل الوزير مرتضى الود محليا راعي الحفل رئيس مجلس الوزراء  نجيب الميقاتي”، معتبرا ان “الجمعيه نوعية واعدة موفقة  بمؤسسيها والمشرفين عليها والمساهمين فيها”.

وقال: “ان مساحه وسط الضيق المتراكم والذي يزاحم بعضه بعضا اتت في هذه اللحظة تعبر عن القوة لدى الانسان وتجليه ونصاعة النفس الوسادة لدى الفرد ومن ثم لدى المجتمع وما ذلك ببعيد بل هو نابع من اصالة قرانيه ونبوية عندما يدعو القران الكريم الى الافاق “قل انظروا ماذا في السماوات والارض سنريهم اياتنا في الافاق وفي أنفسهم”.

اضاف:  “وان تقول نور وسط افق مسدود وتراكم المدلهم من ليل حالك فانت تعيد ليس البصر الى طبيعته وانما تنفذ الى البصيرة التي ترنو فوق ما تعيشه من اجواء وما يحيط بها من ظروف وتكون ثاقبة النظرة الى الاصل الذي ينبني عليه ما هو من صميم العمل، كلها في مسيرة واحدة ترتقي بالانسان وترتقي بالبشرية وترسخ إنسانية الانسان وتميز الانسان وكرامة الانسان الذي انما ارادها الخالق سبحانه ان تكون لنا نحن البشر نورا لا يخبو ولا يقف في وجهه شيء ومن ذا الذي يملك ان يحجب النور من هذا الذي يستطيع ان يزوي النور “يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره”، و لا نقول الدين الذي يعرف اليوم بالاسلام وانما نقول كل الشرائع المؤسسة على الدين الذي يمجد الله عز وجل ويعرف حقه كلها كانت في مراحلها التي جاءت فيها مساحة نور، ونحن اليوم من هذه الأصالة وهذه الثروة وهذا التراكم القيامي والذي اعطى للاخلاق ميزانها الصحيح، وجاء نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليتمم مكارم الاخلاق، فنحن لا نستحي من قيمنا بل نقول نحن امة النور والعمران وامة الحياة وامة حفظ كرامة الانسان ولو في المعارك ولو في عز الحروب لا تقطع شجرة، لا تقتلوا صغيرا، لا تقتلوا امراة، وستمرون على اناس حبسوا انفسهم في الصوامع، فاياكم واياهم ودعوهم وما حبسوا انفسهم له، هذه وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للعسكر الذين يخرجون”.

وتابع امام: “هذه اساسيات الفتوح الإسلامية جاءت لرفع الفساد والافساد وجاءت للاصلاح والعدل وجاءت لاحياء النفس البشرية ولاحياء المجتمعات ولاحياء الحياة الطيبة في الناس، واليوم لا تزيدنا لا تزيدنا الازمات بل لا تزيدنا الحروب التي حروب الإبادة بكل معنى الكلمه جرائم الحرب التي يرتكبها بنو صهيون ولا يرحمون ليس فقط البشر لا يرحمون شيئا من الوجود  والذي يغطى ويسكت عنه، كنا ونحن صغار نتساءل لماذا الاجيال التي قبلنا احتل  القدس في عهدها ولماذا تمكن هؤلاء ونحن اليوم نحن اليوم ايضا  نعيش الظرف نفسها ومسيرة الشر نفسها والعقلية التدميرية الافسادية نفسها والجبروت الشيطاني نفسه، ولكننا لكن هذه الامة الحية لا تزال ذهبا غاليا اذا ادخل النار والكير خرج ذهبا احمر. لقد رسخت احداث غزة مفهوم الامة وكانت عكس ما كانوا يريدون من استفراد وشرذمة وتقسيم واستضعاف، كان ذلك صهرا للحمة الأمة و اكثر تكاتفا لشعور الامة كثر حياه لامة باكملها اكثر واكثر”.

وقال: “: “ان البحث العلمي الذي هدى الله اليه الدكتور مصطفى والدكتور فواز واخوانهما هذا من توفيق الله تعالى لاننا في هذا العصر نحن رواد العصور والعلوم ورواد التفكر ورواد البحث ورواد الاستفادة من السنن الكونية والنواميس التي بثها الله تعالى في هذا الخلق ودعانا في ايات نتامل فيها لتسخيرها في بناء الانسان وفي بناء الحياة الطيبة للناس. وفي دار الفتوى ودائرة الاوقاف تطلع الى هذا البعد التنموي العصري العلمي لذلك كنا داعمين ومرحبين ومشجعين ومستقطبين ومتلقين  لما فعله الدكاترة والأساتذة الكرام وكانت معية الله وتوفيقه في هذا العمل المبارك في دائرة الاوقاف”.

وأضاف: “وفي دار الفتوى افاق كثيرة كي نكون مؤتمنين على ثروة الاجداد التي وقفوها ابتغاء وجه الله عز وجل ان نضعها في ارادهة الواقفين الذين ارادوا عندما اوقفوها ان ينموا عصرهم ومجتمعهم وان يلتفتوا الى افراد الناس وان يعينوا من يريد الاعانة ليس فقط على المستوى المادي الاجتماعي الاغاثي وانما على المستوى البنائي للانسان والفرد. وتعلمون ان الزكاة، الزكاة الفريضة والركن الثالث من اركان الاسلام يوضع في مصرف مهم وهو التكوين تكوين العمل لصاحب العمل والمهنة للذي يتقن عملا ما او يختص بمهنة ما ولا يستطيع تاسيس هذا العمل تدفع الزكاة له لكي يؤسس عمله، وهذا هو بالضبط ايضا ما اشرنا اليه في الجمعية الكريمة، نعم تؤخذ الزكاة في هذا الجانب لننطلق جميعا من رحاب الاسلام الواسعة الى رحاب الحياة الواسعة لننشر النور في هذه المساحه ان شاء الله”.

الاحدب

وكان تحدث في افتتاحية الحفل الاعلامي نزيه الاحدب فلفت الى الاحداث في غزة و الازمة التي يعاني منها  هذا الكيان وانه لن يتمكن وفق ما يقول مسؤولون فيه من تجاوز عمر الثمانين عاما، وتطرق الى واقع مدينة طرابلس، آسفا لوقعها الحالي في ظل مشكلتها الاقتصادية والاجتماعية.

الشريف

ووجه الاعلامي مالك الشريف تحية من طرابلس الى فلسطين المحتلة، مؤكدا ان “النور لابد سينبسط على القدس وغزة”، ووجه تحية مفعمة بالدعاء من احتفال شعاره نصره القضية.

ولفت الى “سعي الجمعية الداعية ربط طرابلس بالعالم وربط شباب طرابلس بالعالم وهي تحدث في ذلك الواقع كل مبادرات دعم الشباب ويتلخص ذلك بادائها وبمبادرات دعم الشباب للوصول الى سوق العمل”.

الجزار

وألقى كلمة  جمعية “ليزر”  مصطفى الجزار استهلها بتوجيه التحية في طرابلس لوزير الثقافة، مستعرضا  الجهود التي ساهمت في تطوير الجمعية وتنميتها في المراحل المتتالية السابقة، مشددا على ان “الاستسلام  ليس في محله وان هناك مكان قوة كبيرة في مدينة طرابلس، ومن واجبنا ان نعيد توجيهها لخدمة المدينة”. وقدم مثالا عن هازار والتي تعتبر نموذجا على التقدم والمبادرة والعمل، لافتا الى اهمية تمديد الطريق للشباب وتجاوز العقبات المختلفة.

واشار الى اداء الوزير المرتضى والى قراره الإقامة في طرابلس لايام، مرحبا بهذه المبادرة وقال: “سوف تجد كل يوم المزيد من الامور الجميلة في مدينة طرابلس فهي المساحة التي  لا تقبل فكره الانهزام”.

زر الذهاب إلى الأعلى