بأقلامنا

قلب لبنان يضخ دم الشهداء٠٠ من وحي مجزرة العدوان الصهيوني على النبطية ٠٠٠ بقلم الناشطة الإعلامية عائدة خليل

٠٠ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها العدوان الصهيوني غارة على جنوب لبنان
وليست المرة الأولى التي يرتكب فيها المجازر بحق المدنيين
يبيد ، يدمر ، يجزر ، يهدم….
كلها ملاحم امام أبصارنا جميعاً
فرقيبهم و حسيبهم معهم لا من يهابوه
إضافة الى ان بعض المحطات و الاذاعات و الأخبار كانت في غياب تام عن الجنوب اللبناني ، مشغولين ببرامج سخيفة…
وفي تجاهل و تعتيم تام للجبهة المفتوحة
و لا اي حداد يعلن من قبل الدولة
كأن الجنوب ليس لبنانياً ٠٠٠
وبعد من خلال الأحداث المتكررة التي نعيشها كل يوم في الجنوب اللبناني
استوقفني حدث تمثل بغارة على منطقة النبطية في ١٤-فبراير-٢٠٢٤ و الذي نتج عنها إستشهاد عائلة بكاملها من ال برجاوي ليبقى من هذه العائلة زهرة فواحة تخلد عائلة برجاوي
فقد نجح الدفاع المدني بإستخراج الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً.
بطلٌ عندما أنقذ لا دمعة في عيناه ، بحماية الرحمان كان
حسين شاء قدره ان ينقذ من تحت الأنقاض ، و لكن هل من ينقذه من فاجعته ؟
هل من يقطع ذاك الخيط الموحش المعلق بخيوط ذاكرته ؟
إختارتك الحياة يا صغيرنا ، لتكون وحيداً فيها تصارع نفسك و من حولك
ضجيج عائلتك قد أخفت لأبد بعيد…
و أخاك الذي احتضنك في صورة أخيرة لم يعد موجوداً ، لايوجد من تتصارع معه من اجل لعبة بعد الآن…
صغيري حسين ان الحياة بطبعها ثقيلة و اختارت ان تحملك من ثقلها رغم صغرك ٠٠٠ أعلم انك كنت وما زلت صغيراً على دروسنا الحياتية و ما تحمل من صفعات لكن هذا قسطك ان تكبر باكراً لتقع في حفر الحياة بدل الركض و الوقوق بسبب الألعاب الشقية مع شقيقك محمود الذي ارتقى
لكني متأكدة ان الحياة إختارتك لسبب ربما لتجعل منك شخصاً عظيماً يمجد ما حصل …
هيا قم يا حسين ، قم بكامل عزمك و هب في صرح الحياة
إستقبل دروسك درساً يليه الآخر
رسخ العبرة و امضي…
و كم مثل حسين في الجنوب اللبناني ؟
هناك الكثير و الكثير…
جنوبنا لا تفرقة عنده بين أولاده و من يختار لينال نعمة الشهادة ، الجنوب يختارنا جميعاً ليبقى في لبنان روح و نبض
ان قلب لبنان يضخ من دم الشهداء
فعز يخلده الدماء
و بالكرامة تصنع أوطاننا
تخلد و تمجد

زر الذهاب إلى الأعلى