بأقلامنا

آه يا أيلول بقلم الشاعرة Entissar F Zeid

آه يا أيلول
تأبى الا ان تزيد كل عام على ذكرياتك وجعا تحفر فيه صخرة احاسيسي الأزلية
من مصاب ولادتي حتى جلل المصابات
اليوم لن يعود لميلادي روزنامة ولا تقويم سنين
اليوم صار للذكرى عنوانا
قطار محمّل بأربعين يوما
مرّت على جسد أيامي
ليس كمرور العابرين
وتوقف لتتوقف معه عجلات الأفراح ..
ذكرى الأربعون رحيل
كأنها ذات ذلك اليوم الأليم
ذات لحظة تعطلت فيها لغة الأنين
لا يد تحاكي ولا شهقات سكرات
صقيع جارف يلوح من عشق الأصابع
يمتطي صهوة نهاية محتومة
وعينان شاخصتان بصفاء أفق المغيب
قالت احبكما دون كلمات ..
رجوت بكل لغات الحيرة
ان يبقى على قيد نبض
ان يحتضنني لوداع مبين
ان يكون هذا كابوس يعاكس الحقيقة
ينبئ بأمل ولو نحيل
ان يكون شقاء عابر
وتصحو بعده العبارات
يا إلهي ..
ما ازال ارى الوجه الشاخص
الى ما خلف الوجود
وذلك الشاهد المتوجه نحو العلاء
بجهاد الرمق الأخير
وتلك التمتمات الصامتة لم يسمعها الا الله
ربما كانت شهادة ما قبل الإنتقال
لم أر قط مثل هذا المنال
لمن طلب الرضى قبل القضاء
لم أر أحدا بمثل هذا البهاء
كيف تلاشت كل معالم الوهن والعناء
ولاح من ضبابها الوجه الجميل
كانما هالة من ضياء
أنارت عتمة ليل رهيب
بابا .. لا تغمض زرقة السماء
ولا تغلق بيننا الأبواب
عيناك حفرت في قلبي صورا
لن يمحيها مرور المرار
علمتني الصبر على الوجع المزمن
لكن لم تعلمني وجع الصبر لباقي الزمان
لم أعد أشعر الا بفراغ مهيب
وصوت الصمت كأمواج الضباب
بعدك لن أذوق طعم الحياة
لن يحلى في عيني مكان ولا أوان
بعد الآن لن يكون بين سطوري
الا ذكراك وميراث حافل بالوفاء
ميلادي هذا العام لا يحتمل هناء
انه اليوم الأربعون ..
اما باقي الأيام فهدر للزمان
لم يبق لأعوامي ملاذ
الا شلالات شاهقات السخاء
تذرف الوقت بدموع حمراء
لتروي ما زرعتَ في عمري من ذكريات ..
🌿🌷🤲🌷🌿
لترقد روحك النقية بسلام
الى الملتقى يا حبيب قلبي
رحمك الله وانعم عليك بالمغفرة والرضوان وجعل منزلك بين الأبرار
والصديقين الأطهار

زر الذهاب إلى الأعلى