بأقلامنا

الكفيف والزواج : بقلم الاستاذ حسام ايوب

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم الاستاذ حسام ايوب

الكفيف والزواج :

ان الانسان الكفيف هو إنسان طبيعي مثل أي إنسان له حقوق وعليه واجبات من حقه ان يعمل على نفسه وتطوير ذاته وتنمية مهاراته والبحث عن وظيفة تمكنه من ان يمتلك منزلا واضعا نصب عينيه هدف خاص في بناء أسرة تمكنه من الزواج والاستقرار . فإذا لم يتمكن من إيجاد الثقه بنفسه يعرض شخصيته للسخرية وتوجيه كلام يدل على الشفقة والرحمة، فهم يتجلون بجهالتهم نحو الكفيف ولا يعرفون كيف يتصرفون معه لأنهم يعتبرونه غير طبيعيا، كما أن قضية الزواج تقف عقبة كبيرة أمام المكفوفين كنتيجة من جهل واضح من المجتمع، حيث إن الإنسان الكفيف بإمكانه أن يقوم بواجبات الحياة الزوجية ويدبر أموره مثل أي إنسان مبصر وهذا يعود للقدرات التي منحنا الله إياها لنا عوضا عن البصر، لكن ما يألمه في بعض الاحيان ان تكون فتاة موافقة على الارتباط بإنسان كفيف ولكن أهلها يقفون عثرة أمام تحقيق هدفهم، ويدعون أن بنتنا فتاة جميلة وحلوة وبإمكانها الارتباط بإنسان كامل كما يدعون، فبنتنا لا ينقصها أي عائق فليس لها الحق ان ترتبط بإنسان ناقص البصر، وهذا ما يعطي الضوء الأخصر للمجتمع أن يسلكوا طريق أمثالهم ويستمدون وجهة نظر متشابهة ومعممة، لكنهم ينسون في هذه الحالة جمال الروح التي يتمتع بها الانسان الكفيف ونصيبه الذي له طابع دينيا في ما حدده ربنا له. فإذا تحدثت عن نفسي فأنا رجل كفيف منذ ان كان عمري ١٥ عاما ،متزوج ولدي مهند ، وبيلسان . وزجتي من فئة المبصرين من عائلة مؤمنة بقضاء الله وقدره وقد تقدمت من عائلتها بالزواج منها فوجدت العديد من العوائق والصعوبات والتحديات وبعد ان أثبت جدارتي وقدرتي على بناء أسرة ناجحة من خلال توفير منزلا لي وعملا اعتاش منه وعند إذن تم القبول للزواج، فكان زواجا موفقا لم أشعر يوما ما بأي تأفف أو تزمر فنحن أسرة سعيدة نعيش على الحلوة والمرة مقتنعين بما اختاره الله لنا فالحمدلله على السراء والضراء متمنيا لكل كفيف قادم على الزواج ان يكون معتمدا على نفسه ومؤمنا بأن كف البصر قدرة لا عجز مع أحر تحياتي لكم اخوكم الاستاذ حسام أيوب رئيس لجنة نور الامل ونائب رئيس رابطة نور الأمل للمكفوفين الفلسطينيين في لبنان
في ٩ تشرين الاول ٢٠٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى