بأقلامنا

بين الشاعر إبراهيم عزالدين وحفيدته فاطمة ؟

إعتدت كل يوم صباح باكر أن أدخل المطبخ لأحضر بنفسي كوبًا من الشوفان الساخن المدعّم بالفواكه المجففة، لتكون وجبة خفيفة ومهمة قبل ذهابي إلى عملي، فإنه بالتأكيد يعطي شعورًا بالشبع وبالإضافة إلى الفيتامين المركز فيه كما هو غنيٌّ بالألياف.
وكما العادة أيضًا إستيقاظ حفيدتي *فاطمة* (دلوعة جدو) البالغة من العمر سنتان ونصف على أصوات قد أصدرها جراء عملي هذا فتعالجني بالقبل والعناق وتجلس بقربي فتشاركني طعامي هذا بلطافة لسانها وفضولها بأسئلة البراءة والطفولة الهشة يا لها من مشاركة غنية ومترعة بالحب والوداد، هي حتمًا تشعرك بالشبع وبلذة الطعام الممزوج بالحنان الجم.
وهنا بيت القصيد…
بيد أننا ونحن في هذه الأيام الصعبة وما يحيطنا من وضع صحي مذري وبسبب من الأسباب فأُصابُ بجائحة *كورونا* عسى أن لا أراكم فيه ويبعده الله تعالى عن الجميع، وبعد حُجر لي في المنزل بعض أيام دخلت المطبخ كما العادة لأحضر حساء الشوفان بالفواكه المميز وقبل انتهائي بقليل وإذ بحفيدتي تدخل عليّ خلسة تراقبني بعيون الحب والرقة وكأني بها تقول: *إحملني* كما عادتها وتريدني أن أجلسها على *المجلى* فلا تقترب مني ولا تلمسني وأنا أضع الكمامة حرصًا من الانتقال لهذا الوباء وكأنها على علم بما قد يحدثه الاقتراب مني.
ومن بعيد وأنا أخرج من المطبخ حاملاً بيدي طعامي وإذ تهتف وتقول: وبكلمة طفولية واحدة وبصوت رخيم تخال فيه الرجاء *طعميني* فلم أعد أتمالك نفسي واغرورقت عيناي بالدموع الحارة فلم أستطيع احتباسها، ولا يمكنني أن أعالجها بحضنها وأشاركها وجبتي.
ربي أذهب الوباء عن أمتي🤲
وألبس أحبتي وأصدقائي رداء الصحة وجلباب العافية.
زر الذهاب إلى الأعلى