بأقلامنا

تقاسيم على سنفونية وقف إطلاق النار بقلم الدكتور حسن عاصي

 

مفاوضات ومناقشات على مدى أشهر برعاية دول (!!! عظمى !!!) معنية بفض النزاعات بين الدول و(احترام) سيادة أراضيها وحفظ حقوق مواطنيها، تم فيها الإتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وذلك في بيان تضمن ثلاثة عشر بندا، أبرز ما فيه :
وقف إطلاق النار وقفا فوريا
الإنسحاب من المناطق المحتلة
عودة الأهالي إلى البلدات التي نزحوا منها أثناء الحرب
إعادة إعمار ما تهدم
و ما إلى ذلك مما يؤدي إلى حفظ الأمن والإستقرار .
وقد تم تحديد الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول لمدة ستين يوما، تلتها مهلة ثلاثة أسابيع تنتهي في الثامن عشر من شهر شباط العام 2025 .

إلتزمت اسرائيل بالإتفاق التزاما تاما، أوقفت الحرب، لكنها ظلت على ممارسة هواياتها من قصف جوي و مدفعي وبحري، وتوغل في البلدات الحدودية تفجر وتعتدي وتخطف … لم يكن ذلك إطلاق نار، وإنما كان ممارسة هواية، في حين أن لبنان التزم بكافة البنود و منذ اللحظة الأولى .

تم تمديد الإتفاق لمدة ثلاثة أسابيع لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنوده، لكن التسويف والمماطلة من قبل الإسرائيليين كعادتهم، مدعومين بدلة (!عظمى!) ظلا سيدا الموقف .

ماذا كانت النتيجة وإلى أين آلت الأمور ؟
هنا نقف على ثلاثة أمور :

*) الإنسحاب من النقاط الخمس :
عـ الوعد يا كمون …
*) عدم اختراق المجال الجوي اللبناني وانتهاك السيادة :
عـ الوعد يا قرفة …
*) عدم التوغل والتعرض للمواطنين واخنطافهم :
عـ الوعد يا سبع بهارات …

إزاء ذلك ظل الجيش اللبناني ملتزما بكافة بنود الإتفاق بحذافيره، حتى أنه مارس أقصى درجات ضبط النفس حين قتل الجيش الإسرائيلي أحد جنوده واختطف آخر في اليوم التالي… نعم مارس أقصى درجات ضبط النفس : لم يرسل مُسَيَّرة إلى الداخل الإسرائيلي، ولم يقصف موقعا إسرائيليا و حتى لم يبادر بالمثل بقتل جندي أسرائيلي و اختطاف آخر .

والطرفة الأكثر طرافة كانت نهار أمس عندما أطلق الإسرائيليون سراح أربعة مختطفين لبنانيين وهم مواطنون مدنيون اختطفهم الإسرائيليون أثناء عودتهم إلى بلداتهم لتفقد منازلهم و أرزاقهم، ولم يكن ذلك صدفة وإنما كان مخططا له للوصول إلى ما وصلوا إليه .

هنا علق أحد الظرفاء على الموضوع بإيراد قصة أمير كان يعيش في قصره مع حاشيته، وكانت هوايته تزيين أروقة قصره بلوحات جميلة يقوم هو شخصيا باختيار اللوحات وتعليقها بنفسه .
ذات يوم وكان قد استيقظ باكرا كعادته، صعد على السُلَّم لتعليق إحدى اللوحات، فقد توازنه على السلم وتمايل به حتى كاد أن يسقط أرضا؛ بادر أحد الحراس إلى تدارك الأمر وإنقاذ الأمير، عاد للأمير روعه وشكر الحارس … لكن الحارس بادره بالقول :
ألا أستحق مكافأة لقاء ذلك ؟ أجابه الأمير صحيح، تستحق مكافأة، إذهب واسرق ما تشاء وارتكب أية جريمة وأنا أعفو عنك مكافأة لك .

ما أشبه هذا بذاك .

زر الذهاب إلى الأعلى