أخبار فلسطين

كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في المهرجان التكريمي:” خمسون عاماً على اغتيال الروائي والأديب الشهيد غسان كنفاني”

 

كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في المهرجان التكريمي:” خمسون عاماً على اغتيال الروائي والأديب الشهيد غسان كنفاني”

الذي أقيم في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا. ومما جاء في كلمة سعد :

 

” أيها الإخوة والأخوات …أيها الرفاق والرفيقات…

 

تحيّة النضال الثوري والثقافة الثورية…

 

بعد خمسين عامًا نقف اليوم لنستحضر ونستذكر ونكرّم مناضلاً آمن بالعمل الثوري المقاوم، وقامة من قامات الأدب شهرقلمه الفذ والقاسي في وجه الاحتلال الصهيوني مكافحاً من أجل إعادة فلسطين حرّة مستقلة لأهلها وناسها …كما آمن بالعروبة الحضارية وبالتقدم والتغيير، وناضل من أجل وحدة الأمة العربية وتحررها ونهضتها…

 

خمسون عامًا على رحيل المبدع والمثقف، وأحد القادة الكبار في ميادين الإعلام والسياسة والفكر…

 

خمسون عامًا على رحيل مَن أبهرنا حضوره بالإبداعات التي تركها لنا، وأصبحت في مخزون ثقافتنا …

 

خمسون عامًا على رحيل العقل السياسي المميز والأديب الرائع والشاعر والرسام الثائر…

 

خمسون عامًا على غياب غسان كنفاني المناضل الحزبي الملنزم، والقيادي البارز في حركة القوميين العرب ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين…

غسان كنفاني الذي اغتيل على يد العدو الصهيوني مع ابنة شقيقته لميس نجم في بيروت عام 1972  كان الفكرة التي لا تندثر، والرؤية الثورية المحرّضة على التمرّد والثورة، وكان أيضاً من يطرح المزيد من التساؤلات الوجودية المقلقة، كالقلق الوجودي الإنساني عند الفلسطينيين بعد تهجيرهم  من أرضهم…

 

غسان كنفاني كان مؤمنًاً إيماناً صادقاً عميقاً بالقضية الفلسطينية، وبشعب فلسطين… هذا الشعب الصامد الشجاع الذي لايزال منذ مائة عام يقدم قوافل الشهداء على طريق إنجاز أهدافه الوطنية… يدافع عن أرض فلسطين وعن القدس والمقدسات… دون أن ييأس أو يكل أو يمل…مواجهاً الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني… ومتحدياً رعاته من القوى الاستعمارية العالمية… ومتصدياً للمتخاذلين والمتواطئين والمطبعين…

هذا الشعب لا بد له أن ينجح في تعزيزالوحدة الوطنية، وفي صوغ برنامج التحرر الوطني… ولا بد له أن يحقق الانتصار على الاحتلال…وتحقيق التحرير والعودة والدولة المستقلة.

 

في ذكرى الشهيد الفلسطيني الكبير غسان كنفاني…نوجه ألف تحية إلى كل شهداء فلسطين… وإلى المصابين والأسرى… وألف تحية إلى المقاومين والمنتفضين والمناضلين الصامدين على أرض فلسطين.

 

أيها الإخوة والأخوات

 

كان غسان كنفاني يحمل أيضاً فكرًا تغيّيريًّا جدلياً يربط بين التحرير والتغيير… وإذ نخوض اليوم في لبنان معركة الإنقاذ من الانهيار…ومعركة الدفاع عن حقوق الناس في مواجهة نظام الاحتكار والفساد والطائفية والتبعية،…. فإننا في الوقت نفسه نخوض معركة التحرر من الهيمنة الخارجية، ومن التبعية للمحاور الإقليمية والدولية… وندعو لاعتماد سياسة دفاعية تحصّن لبنان في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه في الأرض والمياه والثروات الطبيعية، ولا سيما ثروة النفط والغاز في البحر.

 

أيها الإخوة والأخوات

 

كان اغتيال غسان كنفاني عمدًا متعمدًا ومخططاً، مع أنه لم يكن يحمل بارودة، ولم يحارب على الجبهات القتالية ، إنما كان في يده ما هو أخطر وأفعل من ذلك، كان في يده قلم حاد يطعن بكلماته العدو، ويضيئ للناس طريق النضال والثورة والحرية …

 

والدليل على ذلك رواياته وقصصه ومقالاته الأدبية والسياسية التي كانت تحمل صدق القضية التي ناضل من أجلها وقدّم حياته ثمنًا لها ، حتى أصبح أيقونة ورمزًا يحتذى بفكره وأقواله.

واسمحوا لي في الختام أن أردد بعض ما قاله غسان كنفاني :

 

” سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد.. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع … ”

 

لروح غسان وروح لميس وأرواح كل الشهداء ألف تحية وسلام… وعلى أمل إحياء ذكرى غسان كنفاني على أرض فلسطين ..الشكر لكم والسلام عليكم.

 

المكتب الإعلامي للنائب أسامة سعد

في 23-7-2022

 

زر الذهاب إلى الأعلى